والنصوص من السنة قوله صلى الله عليه وآله وسلم لما خطب الناس بغدير خم، وقد شال بضبع علي عليه السلام :(( ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله )) ، وهذا الخبر متواتر عند الجمهور، وهو نص صريح على إمامة علي كرم الله وجهه، ولفظة: (( مولى )) مشتركة أيضا، فالكلام فيها كما سبق في لفظة: (( ولي )) في الآية الكريمة، وقوله: وانصر من نصره. إلى آخره. قرينة على إرادة ملك التصرف، في لفظ: (( مولى )).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي )) وحديث المؤاخاة.
واستخلفه في غزوة تبوك التي هي أعظم مشقة وأبعدها شقة، فرأى رغبته في الغزوة، فقال: (( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ))؟ قال: بلى. فخلفه. وفي هذه الغزوة فضح الله المنافقين، حين تخلف منهم من تخلف، وأراد بمنزلة هارون من موسى الإشارة إلى قوله: ?اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين?[الأعراف: 142] ولا يشك عاقل في أن هارون لو عاش بعد موسى لكان الخليفة بعده عليه السلام.
والأدلة كثيرة على أنه المستحق للإمامة بعده صلى الله عليه وآله وسلم ومتواترة لفظا ومعنى، وهذا المختصر لا يسعها.
Bogga 58