فصل [في الإمامة]
والإمامة خالفة النبوة في الوجه الذي وجبت له؛ لأن الأئمة عليهم السلام قائمون مقام الأنبياء في تبليغ الشريعة، وإحياء ما اندرس منها، ومقاتلة من عند عنها ولهذا لم تكن إلا بإذن الشارع وأمره.
ومن ثمراتها: إقامة الحدود، والجمعات، وإظهار شعار الإسلام، وقبض الحقوق كرها ممن لم يتبع الحق طوعا، وللقيام بالمصالح العامات كالمساجد وأوقافها، والطرقات وتنفيذ أحكام الشرائع، والنظر في الولايات على الأيتام ونحوهم، ونصب الحكام، وإلا وقع التظالم، ولولا أئمة الحق لانطمست الشريعة، ظهرت المنكرات، وأحكام الطاغوت، ومنعت المواريث، وقد بلغنا بالتواتر وقوع مثل ذلك في الفترات، وهو إلى الآن في البلاد التي لم تكن تحت أيدي الأئمة، ولأجل ذلك أمر الشارع بطاعة من قام بهذا الأمر، كقوله تعالى: ?يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم?[النساء: 59] وهم أئمة الحق، ولن يخلو زمان من إمام جامع للشروط، والحمد لله رب العالمين.
Bogga 56