فصل [في الملائكة]
والملائكة عليهم السلام أفضل من الأنبياء عليهم السلام لقوله تعالى: ?لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون?[التحريم: 6]، وقوله تعالى: ?لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون?[النساء:172]، فإنه لم يعطف الملائكة إلا لعلو درجتهم، يعرف ذلك العالم بأساليب لغة العرب، ولأن الأنبياء عليهم السلام قد جرى منهم من الصغائر ما وصف الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، ووردت الأحاديث بأوصاف الملائكة، وعبادتهم ودأبهم، وكون منهم الرسل إلى الأنبياء وروي في نهج البلاغة عن الوصي كرم الله وجهه في الجنة في صفة الملائكة: (( منهم سجود لا يركعون، وركوع لا ينتصبون، وصافون لا يتزايلون، ومسبحون لا يسأمون، لا يغشاهم نوم العين، ولا سهو العقول، ولا فترة الأبدان، ولا غفلة النسيان، ومنهم أمناء الله على وحيه، وألسنة إلى رسله، ومختلفون بقضائه وأمره، ومنهم الحفظة لعباده، والسدنة لأبواب جنانه، ومنهم الثابتة في الأرضين السفلى أقدامهم، والمارقة من السماء العليا أعناقهم، والخارجة من الأقطار أركانهم )) إلى آخر ما وصفهم عليه السلام به.
Bogga 52