وشرط التوبة أيضا أن تكون عامة من كل معصية، لقوله تعالى: ?فإنه يتوب إلى الله متابا?[الفرقان: 71]، وفائدة التأكيد تعظيم القابل للتوبة، يعني أنه سبحانه يعلم خلوصها فيقبلها ويرضى عن التائب ?إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين?[البقرة: 222]. ويغفر بها الخطايا غفرانا تاما. ولا يكفي التلفظ بالاستغفار حتى يطابق اللسان القلب، والعزم الصادق على الإقلاع، ?فإنه يعلم السر وأخفى?[طه: 7]، و?يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور?[غافر: 19]، وروي عن أمير المؤمنين وخير الوصيين علي بن أبي طالب عليه السلام في نهج البلاغة، وقد سمع رجلا يستغفر في حضرته فقال عليه السلام: (( ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار درجة العليين، وهو اسم واقع على ستة معان:
أولها: الندم على ما مضى.
والثاني: العزم على ترك العود إليه أبدا.
Bogga 39