ومن شرط التكليف الذي وعد بالجزاء عليه ثوابا وعقابا: أن لا يكون بقسر وإلجاء، فلو كان كذلك لم يستحق عليه مدح ولا ذم، ولا ثواب ولا عقاب، يعلم ذلك بالعقل ضرورة، مع أن المشركين قد قالوا ذلك، ورد الله عليهم وكذبهم ووبخهم، وتبع طريقتهم جمع من الفرق الضالة الهالكة، وكذلك ممن قبلهم، قال الله سبحانه وتعالى: ?سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون?[الأنعام: 148]، وقال تعالى: ?وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين?[النحل: 35]، فأخبر سبحانه أنهم يتبعون الظن ?وإن الظن لا يغني من الحق شيئا?[يونس: 36]، والخرص: الكذب.
وقال تعالى: ?وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون * قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد?[الأعراف: 28 29] أي بالعدل والإحسان.
Bogga 23