Wadada Nolosha
سبيل الحياة
Noocyada
فقالت حماتي: «لو كنت أعرف هذا ... مسكينة يا بنتي ... وقعت وكان ما كان».
فقالت أمي: «هل تكون مسكينة إذا وطدت نفسها على هذه المعرفة؟ ويحسن أن تكبحي لسانك، وأن تدعي الأمر لبنتك فإنه من شأنها».
فلم تكبح لسانها بل قالت: «لو كانت ضرة.. لكان أهون!»
فقالت أمي: (إنك حمقاء.. وليس في الأمر ما يحوج إلى هذا الهراء ... اذهبي إليه وناديه ...».
فارتدت إلي، وفتحت الباب علي، وكنت ذاهلا، فلما شعرت بالباب يفتح أزعجني ذلك، فأشرت إلى الداخل أن يرجع من غير أن أنظر إليه وكنت مقطبا وكان لساني يخرج أصواتا كهذه: «شش! شش».
فخرجت المسكينة وأغلقت الباب، وذهبت تقول لأمي والدموع تنحدر من عينيها إني طردتها وصحت بها: (هشش!) كما يصاح بالدجاج؟
وقد عرفت هذا كله فيما بعد فطردتها، لأني خفت أن تخرب لي البيت؛ ثم إني تزوجت بنتها، ولم أتزوجها هي، فما مقامها عندي ولها بيت طويل عريض وزوج كريم؟ وكان رأي بنتها فيها مثل رأيي، فلم يسؤها مني ما فعلت. وأراحنا الله من دوشتها ولكن زوجتي كانت تقول إلى آخر أيام حياتها رحمها الله: «ليس لي ضرة سوى هذه الكتب» - كانت تقولها مازحة، فقد راضت نفسها على احتمال هذا الجنون مني، واستطاعت أن تدرك أنه ليس لها ولا لسواها حيلة، وأن في الوسع صرفي عن أي شيء إلا عن الكتب والدرس. وياما أذكى المرأة!! تكون لها حاجة تريد مني قضاءها، وتخشى رفضي وعنادي، فتكتمها ولا تكاشفني بها، وتنتظر حتى تراني غارقا في كتاب، وذاهلا به عن الدنيا، وآية الذهول أن تدخل مرات فلا أشعر بها. فتقبل علي وتلاطفني وهي عارفة بما سيكون مني فأعبس، كما كانت تتوقع، فتقول كلمة واحدة.. لن أعطلك..».
فأقول متململا متأففا: «لا حول ولا قوة إلا بالله! قوليها يا ستي ولا تعطليني» فتطيل عامدة لتضجرني: كلمة واحدة بس.. لماذا تغضب هكذا؟ ألا يتسع صدرك لكلمة ليس إلا؟»
فأكاد أجن وأقول: «يا ستي قوليها، وأريحيني!»
فتقول: «المسألة الفلانية..».
Bog aan la aqoon