85

Wiilka Wajiga Dayaxa

الصبي في وجه القمر: رحلة استكشاف أب لحياة ابنه المعاق

Noocyada

سأل فانيه: «ما الذي يجعلك تفتح قلبك لشخص ما؟»

حملقت فيه، ولم يكن لدي رد.

رد فانيه: «كون الشخص ضعيفا، أن تجد شخصا يقول لك: أنا بحاجة إليك.» إذا كانت حاجة الشخص كبيرة لدرجة أنك لا تستطيع تلبيتها، كما هو الحال غالبا مع الآباء الذين يتولون رعاية طفل معاق إعاقة شديدة بمفردهم، فالنتيجة هي الذنب والكارثة، «ولكن الآباء الذين يعيشون في قرية، حيث يوجد شباب يأتون ويجلسون مع ووكر ويأخذونه للمشي، وكل ما شابه ذلك؛ إذن ستتغير الحياة، ولكن بمفردك، فهذا هو الموت.

أقصد أن هذا جنون؛ فنحن نعلم جميعا أننا سنموت، سيموت بعضنا في سن العاشرة، وسيموت بعضنا في سن الخامسة والثمانين؛ فحياتنا تبدأ بضعف، ثم نكبر ونصبح ضعافا وأقوياء في الوقت نفسه، ثم نبدأ في الضعف ثانية؛ لذا فالمسألة الكلية للعملية البشرية هي كيف ندمج القوة مع الضعف. أنت تتحدث عن ضعفك مع ووكر؛ حدث لك الأمر ذاته، وكل الذين لم يمروا بالتجربة التي مررت بها لن يتفهموا هذا الأمر بصورة كلية؛ فأنت استطعت أن تصبح إنسانا بتقبلك ضعفك؛ لأنك استطعت أن تقول: لا أعرف ما علي فعله.

نحن في مجتمع علينا فيه معرفة ماذا يجب أن نفعله طوال الوقت. ولكن إذا انطلقنا من موضع ضعفنا بدلا من ذلك، فماذا سيحدث؟ وحين نخبر الناس أننا بحاجة إلى مساعدتهم، فإننا بذلك ننشئ مجتمعا. وهذا ما حدث هنا.»

استمر الحديث لمدة ساعة ونصف، وبحلول المساء أصبح الضوء في الخارج أصفر لامعا، وقال فانيه: «ما لم نتحول من مجتمع يقوم على التنافس إلى مجتمع يقوم على الترحيب بعودة الناس إلى القرية، فلن نتخلص أبدا من هوسنا بالقوة، وهذا هو كل ما تسعى إليه مؤسسة لآرش إلى حد ما؛ فهي قرية نتقابل فيها معا ونحتفل بالحياة، وهذا هو ما يقوم به هؤلاء الناس؛ يحتفلون مع الضعفاء. وحين تكون قويا، فإنك تحتفل بالويسكي.»

توقف فانيه لفترة قصيرة، وشبك أصابع يديه خلف رأسه، ثم قال: «في عام 1960، كان السؤال المهم في فرنسا هو: ما نوع المجتمع الذي نريده؟ هل هو مجتمع ماو تسي تونج؟ هل هو مجتمع روسيا؟ وهل يختلف قليلا عن الشيوعية؟ والآن، لا يسأل أي منا هذا السؤال، بل يطرح كل منا السؤال الآتي فقط: كيف يمكنني النجاح في هذا المجتمع؟ الجميع يهتم بنفسه فقط. افعل أقصى ما تستطيع، اجمع ما تستطيع من مال. لكن ما الرؤية التي توجهنا؟ في جانب ما من رسالة مؤسسة لآرش، هناك رغبة أن تكون رمزا؛ رمزا يعني أن هناك رؤية أخرى ممكنة، وبالطبع لسنا الوحيدين الذين نقوم بهذا، فهناك كثير من المؤسسات الصغيرة.»

كنت أرى أن وجود مجتمع من المعاقين بوصفه نموذجا للسؤال عن كيف يمكن للعالم أن يتعايش بفاعلية أكبر، فكرة جديدة، وعظيمة جدا أيضا. لكن إضافة إلى ذلك كنت أراها فكرة غير واقعية تماما؛ مثل نوعية الأفكار الجميلة التي تراودنا في حالة الاسترخاء، والتي سيعجب بها الشخص المثالي، بما في ذلك فانيه.

لذا قلت له: «في رأيي هذه فكرة جميلة، بيد أن العالم لا يسير بهذه الطريقة، والناس لا تتصرف بهذا الشكل؛ فلقد مات 800 ألف فرد في رواندا قبل أن نحاول إيقاف المجزرة التي كانت تحدث هناك، ويبدو أننا لا نعمل كي نمنع المآسي الأشد وضوحا؛ دع عنك الصغيرة والفردية منها. فكيف يمكن أن آمل في إقناع العالم بأن ووكر يجب أن ينظر إليه كإنسان، ليس كإنسان معاق فقط، لأنه كذلك بالفعل، ولكن كإنسان قد يكون لديه مواهب، ليس فقط المواهب التي نتوقع أن نجدها؟» ما كنت أعنيه أنني كنت أتمنى من العالم أن يرى ووكر ليس فقط باعتباره ولدا دون صفات شائعة كثيرة، ولكن أيضا بوصفه ولدا لديه صفات غير عادية. بيد أن توقع حدوث هذا قد يكون مبالغا فيه. قلت: «الحقيقة أن العالم ليس مكانا كهذا.»

قال فانيه، دون تردد: «هناك نص جميل مأثور عن مارتن لوثر كينج. سأله شخص ما: هل الأمر سيظل دائما كذلك؛ أن يحتقر الشخص الناس دوما ويريد التخلص من الآخرين؟ فرد عليه قائلا: نعم، حتى نتعلم جميعا تحديد وتقبل وحب ما هو حقير فينا جميعا. ما هذا الشيء الحقير؟ أننا ولدنا لنموت، وأن ليس لدينا سيطرة كاملة على حياتنا، وأن هذا جزء من تكويننا، بيد أن علينا اكتشاف أننا مخلوقون لشيء آخر كذلك، وهو القرب من بعضنا البعض، وأن علينا أن نحاول أن نوقف هذه الحاجة كي نكون الأفضل ونوقفها بالفعل. وحينها فقط يمكننا بناء عالم تحدث فيه حالات أقل مثل تلك التي تحدث في رواندا وأماكن أخرى.»

Bog aan la aqoon