87

Aragtida Allah

رؤية الله تعالى بين العقل و النقل

1 تغير ذات الله من صورة إلى أخرى فيتجلى بصور متعددة، وأشكال مختلفة، فهو يبدو في بعض هذه الصور متنكرا لا يعرفه بها أحد من العباد، وفي البعض الآخر يعرفونه، وهذا ما تلاحظه في النص ((فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون فيقول: انا ربكم فيقولون: نعوذ بالله منك، فيأتيهم في الصورة التي يعرفون )) فيترتب على هذا القول تغير الذات الإلهية. والتغير سمة من سمات الحدوث، فيلزم منه حدوث الله تعالى.

ولأجل هذا الإشكال في الحديث قال المثبتون: (( إن الله يبعث لهم ملكا ليختبرهم في اعتقاد صفات ربهم. فإذا قال لهم: أنا ربكم. ردوا عليه إذا جاء ربنا عرفناه أي ظهر لنا في ملك لا ينبغي لغيره وعظمة لا تشبه شيئا من مخلوقاته )).

ويرد هذا القول الأمور التالية:

الأول: إن الكذب بغيض إلى الله قبيح عنده، فلم يكن الله ليأمر به، فإن الله لا يأمر بالفحشاء والمنكر، ولكنه ينهى عنهما، وإن أعظم الكذب وأفحشه أن يزعم عبد من عباد الله أنه هو الله، ولا يمكن أن يقوم أحد من الملائكة الذين هم أعرف الخلق بحقه وأخوفهم من عقابه بمثل هذا العمل. ثم لماذا يقوم أحد الملائكة بهذه التمثيلية المزعجة؟ وما جدواها؟

الثاني: إن الآخرة ليست دار اختبار، وإنما دار جزاء (( اليوم عمل ولا جزاء وغدا جزاء ولا عمل ))(1).

وجزاء الناس إنما هو بحسب ما كانوا عليه في الدنيا من اعتقاد، أو عمل لا بحسب مايكون منه في الآخرة.

وقد يجاب عن ما رواه البخاري ومسلم: أن هذه الرواية تستلزم أنا قد عرفناه في الدنيا هو وعلامته واللازم باطل لأنا لم نره في الدنيا فالملزوم مثله.

Bogga 90