وقال عليه السلام مجيبا على الرجل الشاك الذي أسمعه كثيرا من الآيات المتشابهات، ومنها قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} : (( وأما قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} فإن ذلك في موطن ينتهي بأولياء الله إلى نهر يقال له الحيوان بعدما يفرغ من الحساب فيغتسلون منه فتنضر وجوههم وهو الإشراق، ويذهب عنهم كل قذا فينظرون إلى ربهم متى يأذن لهم في دخول الجنة ومنه يدخلون الجنة، وذلك قول الله حين أخبر عن تسليم الملائكة حيث يستقبلونهم في ذلك الموطن: {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} حيث يذهب عنهم كل قذا وأيقنوا بالجنة ولايعني بالنظر الرؤية؛ لأن الأبصار لاتدركه {وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير} ))(1).
2 قال الإمير الحسين بن بدر الدين: وروي عن الضحاك: أن عبدالله بن العباس رحمه الله خرج ذات يوم فإذا هو برجل يدعو ربه شاخصا ببصره إلى السماء رافعا يده فوق رأسه، فقال له ابن عباس بعد كلام: (( لن تراه ولن تناله. فقال الرجل: ولافي الآخرة؟ قال: نعم، ولافي الآخرة. قال الرجل: فما قول الله: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}؟ فقال ابن عباس: أليس يقول: {لاتدركه الأبصار}؟ ثم قال: إن أولياء الله تنضر وجوههم يوم القيامة وهو الإشراق، ثم ينظرون إلى ربهم، معناه ينتظرون متى يأذن لهم في دخول الجنة بعد الفراغ من الحساب. ثم قال: {وجوه يومئذ باسرة} يعني كالحة، {تظن أن يفعل بها فاقرة } يتوقعون العذاب بعد العذاب، كذلك قوله {إلى ربها ناظرة}، ينتظر أهل الجنة الثواب بعد الثواب، والكرامة بعد الكرامة ))(2) انتهى.
Bogga 56