معنى النظر المذكور في الآية من خلال ما تقدم ندرك أنه لايمكن إثبات الوحدانية المطلقة لله تعالى إلا بنفي الرؤية البصرية لذاته مطلقا في الدنيا والآخرة. وعلى ضوئه تفسر الآية الكريمة: {إلى ربها ناظرة} بما لايتعارض مع القرائن العقلية والأدلة النقلية القاطعة بنفي الرؤية البصرية للذات الإلهية.
ويكون معنى الآية كما تأولها النافون فقالوا: إن المراد بها واحد مما يأتي:
1 النظر البصري، ولكن على تقدير حذف مضاف مثل: إلى ثواب ربها.
روي عن سعيد بن سالم، قال: سألت سعيد بن جبير(1) عن تفسير قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}(2). قال: فما يقول أهل العراق؟ قلت: يزعمون أنهم يرون الله. قال: كذبوا أليس يقول: {لاتدركه الأبصار}؟ قلت: فما تقول أنت؟ فقال: إلى ثواب ربها ناظرة، أي منتظرة، حذف المضاف وحل المضاف إليه مكانه كما في قوله تعالى: {واسأل القرية}(3) أي أهل القرية(4).
Bogga 52