Hogaamiyeyaasha Kacaanka Casriga ah
رواد النهضة الحديثة
Noocyada
نعم يا قوم، عافاكم الله، ويا قوم، أعيذكم بالله، ويا قوم، شفاكم الله، ويا قوم، رحمكم الله، ويا قوم، حماكم الله، ويا قوم، هون الله مصابكم، ويا قوم، سامحكم الله، وظل يقول يا قوم يا يقوم حتى فرغ جرابه، وهيهات أن يفرغ.
ثم انتقل من يا قوم إلى الشرق فخطابه خطابا يبتدئ كل مقطع منه ب «رعاك الله يا شرق.»
ويختم كتابه بالقول: «إن الله - جلت حكمته - قد جعل الامم مسئولة عن أعمال من حكمته عليها وهذا حق. فإذا لم تحسن أمة سياسة نفسها أذلها الله لأمة أخرى تحكمها، كما تفعل الشرائع بإقامة القيم على القاصر أو السفيه، وهذه حكمة. ومتى بلغت أمة رشدها استرجعت عزها، وهذا مثال. وهكذا لا يظلم الله الناس بل الناس هم أنفسهم يظلمون.»
2
هذا هو الكواكبي أحد الرواد المناضلين في العهد الحميدي، ولعله أمرهم لسانا، وأعنفهم هجوما، وربما كان موقد نار اليقظة القومية العربية، فبينما كان حزب تركيا الفتاة يدعو إلى تجديد دم الحكم التركي كان الكواكبي يهتف: فلنلق عنا نيرهم ... ثم كان الذي كان. (5) مصطفى كامل
تعلم أولا في المدارس المصرية، فحاز جائزة التفوق في الامتحان أمام الخديوي توفيق باشا، ولحق بمدرسة الحقوق المصرية، ثم فصل منها، وسافر إلى فرنسا حيث أتم دروسه، ونال الليسانس من كلية طولوز وهو لم يبلغ العشرين بعد.
وخرج إلى العالم مسلحا بعلومه ليغوص في بحر السياسة ولا يكون له هم إلا المطالبة بالجلاء. فألف لتأييد مطلبه كتاب المسألة الشرقية، وحياة الأمم، والرق عند الرومان، ورواية فتح الأندلس التمثيلية، والشمس المشرقة؛ فحبب الشعب بالحرية والاستقلال، فالتف حوله الشباب، وصار ذلك الزعيم بلا منازع.
كان شعاره السياسي «مصر للمصريين»، فخاطب الدول كتابيا، وكتب فصولا كثيرة في الموضوع، وأصدر أخيرا جريدته اللواء بالعربية أولا، ثم بالفرنسية والإنكليزية؛ ليبلغ صوته دول الأرض.
ورأى الحاجة ماسة إلى تأليف حزب منظم فألف الحزب الوطني الذي انتخب رئيسا له طول الحياة.
وإذا لم يتسع المجال للتحدث عن تطوافه في الشرق والغرب، فلنتحدث ولو قليلا عن صفاته، فقد كان هذا الزعيم المناضل عصبي المزاج، شديد التطرف في آرائه، مخلصا لها، ثابتا عليها. يرجع إليه فضل إيقاظ الشعب المصري، وتمهيد السبيل للزعيم زغلول، ومن جاءوا بعده من الأحياء الذين هم خارج نطاق بحثنا.
Bog aan la aqoon