Hogaamiyeyaasha Kacaanka Casriga ah
رواد النهضة الحديثة
Noocyada
ثم عاد فكتب رواية «سامية» ونشرها في النصف الأخير من مجلد عام 1882 ولكنها لم تنته في هذا المجلد، وفي مجلد 1883 لا أثر للروايات قط، وفي عام 1884 مات سليم لاحقا بأبيه. فأصدر الجنان بستاني آخر اسمه نجيب، ولكن اليتيمة لم تعش بعد أبويها غير عام.
هذا ما كتبه سليم من قصص، ولعله رائد القصة الأول، وإن لم يجل في مضمارها. والذي يدلك على أن سليما كان صحفيا كما يكون الصحافي، هو أنه كان ينشر رواياته مزينة بالصور، وهو في هذا أيضا من السابقين.
ولنعد الآن إلى أسلوب سليم محرر الجنان التي لم يخل عدد من مجلداتها من مقالة أولى له. فإنشاء سليم أسمى درجة من أبيه، وأسلوبه بياني أكثر، وإليك نماذج من تعابيره المحلاه بالاستعارات والتشابيه:
يا أيها الشرقيون، تسابقكم بنات الدهر في ميادين آداب هذه الحقب، فلا تتركوا مركباتها تسبقكم وتترك مركباتكم مرطومة في حمأة التأخر، فإن نور هذا الجهر قد رفع اللثام عن محيا ليل الظلام فبان لكل ذي بصيرة بدر المبادئ الصحيحة فعرفنا بما وقع علينا من الأشعة التي انحدرت إلينا في أحدور القرن التاسع عشر ما يقودنا إلى أرياف النجاح والتقدم.
5
وافتتح مقالا عنوانه الإصلاح بقوله: «هل نقول لقد راهت طوالع سعد الأمة فلا تعود إلى أفقها، وقد لبط بها فلا تنهض؛ لأن صدر الدهر قد وغر عليها وأيادي الزمان قد تخللتها بذوابل النوائب، وقد لشت فلا تقدر أن تأتي بما يمهجها بعد أن خدشت ناعم وجنتيها جيوش الرزايا والآفات.»
6
وقال مفتتحا مقالا سياسيا: «أطال الزمان بلايا فرنسا وحلت عليها أيادي الدهور، وأمست تعتل إلى الشر وتقاد بعنان الويل والهوان من ذمائر إلى ذمائر، فكأن الشر قد أناخ ناقته في وسط مركز التمدن والمعارف.»
7
وقال في صدر مقال «أعجب العجب»: «علام الغنج والدلال، والهرم قد هدم صفوف تلك الأسنان، وقد بيض الشيب سوادا كان أبيض الخصال؟ فليس أقبح في عيني من عجوز تهتز تيها وغنجا إلا عرجاء ترقص وتميد عجبا ودلالا، وأقبح منهما الذي يعاير الأواقي، ولا يعاير الأرطال.»
Bog aan la aqoon