Hogaamiyeyaasha Kacaanka Casriga ah
رواد النهضة الحديثة
Noocyada
إن المعلم والطبيب كليهما
لا يخلصان النصح ما لم يكرما
وكانوا يعزمون عليه متى كان عند ذوي الطالب أكلة طيبة فيأكل هنيئا مريئا ... كثيرا ما كانت تلبينا «أوركسترا» العصافير الدورية حين تعزف، فيكشها المعلم إما مصفقا وأما مطبطبا، ثم يعدو إذا لم تطر، فنضحك حين ينفجر ثغر غنبازه، ويبدو سرواله الأزرق المفتوق، فيظن ذلك استحسانا، ثم يتهالك على كرسيه بعد أن أدى واجبه، وعند الفطور كان يهيب بنا: يا الله، «هوشة الترويقة». فيعلو صياحنا ويشتد، فيقصر لنا الوقت بقدر عياطنا ... وكذلك كان يفعل عند بعثة الغذاء. أما «الهوشة الكبرى» فتكون عند إخلاء السبيل قرب الدغيشة.
بقي أمر خطير لم أخبرك عنه، إلا وهو الخروج لقضاء الحاجة ... كان علينا أن نستأذن قائلين: دستور يا معلمي. فيتناول جلالته - قبل إعلان الدستور - صولجان الرمان، ثم يقول: افتح يدك. ويضرب السائل إما قضيبا أو قضيبين قائلا: إن تعوقت «تأكلها» ... قهقهنا مرة جميعا، فطار إلينا بجناحي غنبازه المهيضين، فعثر بهما ووقع، فكركرنا في الضحك، فانشق من الغيظ وسقانا كأس قضيبه دورين.
وكان بعض الكسالى يطيلون الإقامة في ذلك الموضع ... عندما يمنحون «الدستور»؛ فلكي يستعجلهم كان يبزق على حجر، والموعد قبل أن تجف تلك البصقة، والويل لمن لا يسبقها. أما الجبناء من التلاميذ، فكانوا «يقضونها» في ثيابهم، ولا يجرءون على طلب «الدستور» فيمسي شغل أمهم الشاغل إعداد الثياب وشراء الصابون.
يا ليتك رأيت التلميذ ماثلا أمام المعلم، فاتحا يده ليسلم عليه القضيب سلام الأحباب. التلميذ يقدمها ويؤخرها، وجوارحه تنضح خوفا وذعرا، والمعلم يتهيأ؛ كيلا يخطئ الهدف. التلميذ يتوجع ويبكي سلفا، مادا يده نصف مد، والمعلم يكز ويصرخ: افتح يدك!
أما الرفاق فيتفرجون، حتى إذا ما انتهت تلك المعركة عادت مياه المدرسة إلى مجاريها، وقال المعلم بعد النصر المبين: العصا علمت الدب يرقص، ادرسوا يا أولادي.
هذا حديث عام، أما حديث عبدك الحقير فهو هذا: أرسلت إلى مدرسة تحت السنديانة ابن خمس، فكنت ذنب الصف طبعا. قعدت أول يوم ولا شغل لي إلا كش الذبان، وتأمل رفاقي، وسؤال الله أن يفك أسري. ومر اليوم الثاني كالأول، وكذلك راح الثالث ... رآني ابن عمي على تلك الحال فضحك، أما أنا فأجهشت، وقلت بانكسار: يا فارس ابن عمي. قل لأمي، مارون «بدو» ياكل.
وبلغ الخبر الوالدة فصاحت: تقبر المدارس ... يا جرستنا، يه، يه، يه!
وصبر جدي الخوري علي أياما، ولما رآني مصرا بعناد على البقاء حيث أنا؛ أي ذنب الصف، لم يرض بها حالة؛ أيكون حفيده في هذا التأخر المخزي! جرب أولاده، ولم يوفق إلى من يخلفه، وها إن بوارق إخفاق تلوح في جو الخيبة من جديد فما عساه يعمل؟ - قم يا مارون احمل ورقتك والحقني.
Bog aan la aqoon