مذهبه الفقهي
كان الزمخشري حنفي المذهب كأهل بلاده خوارزم ويشيد الزمخشري عن مذهبه الحنفي مفتخرًا به، حيث يقول:
وأسند ديني واعتقادي ومذهبي ... إلى حنفاء اختارهم حنائفا
حنيفية أديانهم حنفية ... مذاهبهم لا يبتغون الزعانفا (١)
_________
=وكانت لمشاهيرهم مواقف في دحض أباطيل الديانات والمذاهب البائدة وأصبحت لها بعد ذلك فلسفة وتفكير خاص، مخالفين في بعضها، عقيدة أهل السنة والجماعة، ومن ثم كانوا مثار فتنة وتشكيك لعقائد المسلمين، وذاق المسلمون من فتنتهم الكثير من المحن، ومعروف ما وقع للمسلمين وبخاصة أئمتهم، كالِإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، في عهد الخليفة العباسي المأمون (١٩٨ - ٢١٨ هـ) من فتنة خلق القرآن الكريم.
أصول المعتزلة:
١ - التوحيد: وفسروه تفسيرًا خاصًا، من حيث الحسفات الثبوتية، والسلبية في ذاته وأن صفاته عين ذاته، وأنه لا يرى بالأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة.
٢ - العدل: بمعنى أن الله تعالى عدل حكيم، لا يظلم أحدًا، ولا يفعل القبيح، ولا يخلق أفعال العباد.
٣ - الوعد والوعيد: ويقصدون به أن وعد الله ووعيده، نازلان واقعان لا محالة، وأن الله ﷾ لا يخلف وعده ولا وعيده: "لا عفو لمرتكب كبيرة كما لا حرمان لفاعل خير".
٤ - المنزلة بين المنزلتين: إن الفاسق لا يسمى مؤمنًا ولا كافرًا، بل هو في منزلة بين الكفر والإِيمان.
٥ - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب: بمعنى أن سلّ السيوف في الأمر بالمعروف والنهي عن النكر واجب، إذا لم يمكن دفع المنكر إلا بذلك.
انظر: القاضي عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص ١٤٩، ٢٩٩، ٦٠٩، ٦٩٥؛ المرتضى، كتاب المنية والأمل في كتاب الملل والنحل، ص ٣، ٦؛ ابن حزم، الفصل في الملل والأهواء والنحل ٤/ ١٧١؛ تاريخ الطبري ٨/ ٦٣١ - ٦٤٦؛ تاريخ أبي الفداء ٢/ ٣٠؛ تاريخ المذاهب الإِسلامية، ص ١٤٩.
انظر افتخاره بعقيدته: وفيات الأعيان ٥/ ١٧٠؛ طبقات المفسرين للسيوطي، ص ٤١، وغيرهما من كتب التراجم.
(١) انظر: الزمخشري للحوفي، ص ٩١.
1 / 47