لا أريد هنا أن أقول إن عهده في الصحافة لم يحدره يوما إلى سراديب الخطأ؛ فكل إنسان يعرض إلى ضميره شأن خطير يتعثر به الضمير أحيانا. قال «الحكيم»: «عند هز الغربال يبقى الزبل، كذلك كساحة الإنسان عند تفكره.»
وقصارى القول أن في هيكل الأستاذ «التويني» - ذلك الهيكل المبني على عضائد جبارة من اللحم والعظم - روحا جبارة بنيت على عمد من الذكاء والجرأة.
سليم تقلا
مفخرة من مفاخر الشباب في لبنان، مترامي الذكر في جميع الآذان وبعض القلوب.
صلت الوجه، تعصبه جبهة وسعى، خلعت عليها الطبيعة أنصاع الذكاء، فتفرقت أذيالها إلى ما يليها من قسماته.
عينان جميلتان يفيض السحر على ضفاف أجفانهما، وتطفو منه ماءة عذبة قاسية ينعقد بخارها على حاجبيه.
أنف فخور يستنشق اللذة والكبرياء معا، تلجم مغرسه نظارتان متصلتان بجسر من الذهب تشفان عن ناظرين ثاقبين كأنهما نجمتان تحدقان إليك في جو صافي الأديم.
فم أثقلت الشهوة شفته السفلى، فأحنتها قليلا، يخيم عليه سرادق من الشعر جميم الجناحين، وتصلب تحته ذقن سمينة منيت من الطبيعة بغمزة في صدرها.
أما شعور رأسه فهي تغث وتضأل من يوم إلى يوم، وقد انفرجت في وسطها عن هالة من جلدة المخ.
إذا خفت بك الخمرة أو النارجيلة إلى «الرستوران الفرنساوي» في الليل - والليل أخفى للخمرة - فوقع نظرك عليه يتلهن قبل العشاء إلى رهط من رجال الصحافة والسياسة؛ فلا تدرك أن من تراه أمامك يقبض بيده على ناصية العاصمة.
Bog aan la aqoon