Rusukh Ahbar
رسوخ الأحبار في منسوخ الأخبار
Baare
الدكتور حسن محمد مقبولي الأهدل
Daabacaha
مؤسسة الكتب الثقافية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٠٩ هـ - ١٩٨٨ م
Goobta Daabacaadda
بيروت - لبنان
Noocyada
مسجد الكوفة ونهاه عن القصص (١).
وعن يحيى بن أكثم (٢) ﵀ قال: ليس من العلوم كلها علم هو واجب على العلماء وعلى المتعلمين، وعلى كافة المسلمين من ناسخ القرآن، لأن الأخذ بناسخه واجب فرضًا، والعمل به واجب لازم دينًا، والمنسوخ لا يعمل به ولا ينتهي إليه، فالواجب على كل عالم عِلْمُ ذلك لئلا يوجب على نفسه وعلى عباد الله أمرًا لم يوجبه الله أو يضع عنهم فرضًا أوجبه الله (٣).
وقال الإِمام الزهري ﵀: "أعيا الفقهاء وأعجزهم أن يعرفوا ناسخ حديث رسول الله ﷺ من منسوخه" (٤).
وقال بعض العلماء: لا يحل أن يفتي في دين الله إلَّا رجل عارف بكتاب الله، بناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، وتأويله وتنزيله، ومكيه ومدنيه، وما أريد به، ويكون بصيرًا بحديث رسول الله ﷺ، وباللغة، ويكون مشرفًا على اختلاف علماء الأمصار، وله قريحة، فإن كان هكذا فله أن يتكلم ويفتي في الحلال والحرام (٥).
وقال ابن (٦) حزم: لا يجوز لمسلم يؤمن بالله وباليوم الآخر أن يقول في شيء من
_________
(١) أخرجه النحاس ص ٤ في الناسخ والمنسوخ، وهبة الله بن سلام ص ٤، والحازمي في الاعتبار ص ٦، وابن الجوزي في نواسخ القرآن ص ١١٥ - ١١٨، وانظر: الدر المنثور ١/ ١٠٦، وسيأتي ذكره في مقدمة المؤلف ص ١٢٦.
(٢) هو يحيى بن أكثم بن محمَّد بن قطن التميمي المروذي أبو محمَّد القاضي المشهور، فقيه صدوق، من العاشرة، مات آخر سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين ومئتين وله ثلاث وثمانون سنة. قال ابن حجر، والذهبي: اتهم بسرقة الحديث، ولم يقع ذلك له، وإنما كان يرى الرواية بالإجازة والوجادة.
المغني في الضعفاء ٢/ ٧٣٠، والتقريب لابن حجر ص ٣٧٣.
(٣) جامع بيان العلم وفضله ٢/ ٣٥ لابن عبد البر ومراد يحيى بن أكثر أن هذا واجب كفائي لا عيني.
(٤) أخرجه ابن عساكر عنه في ترجمته في تاريخ دمشق. انظر ص ١٤٣ ترجمة الزهريّ المطبوعة في جزء مستقل من تاريخ ابن عساكر تحقيق شكر الله بن نعمة الله قوجاني، وقال: أخرجه أبو زرعة في تاريخه ١/ ٦٢٠، عن الزهريّ أيضًا.
وفي سير أعلام النبلاء ٥/ ٣٤٦، ومقدمة ابن الصلاح ص ٢٧٨، والاعتبار ص ٥، وإعلام العالم ص ٥، وفتح المغيث ٣/ ٦١، وتدريب الراوي ٢/ ١٩٠.
(٥) عمدة التفاسير عن تفسير ابن كثير ٤/ ٤١٧ بتحقيق أحمد شاكر، وعزاه لابن جرير.
(٦) هو الإِمام الحافظ أبو محمَّد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري الأندلسي المتوفى سنة ٤٥٦ هـ.
انظر ترجمته في: نفح الطيب ١/ ٣٦٤، ولسان الميزان ٤/ ١٩٨، وبغية الملتس ص ٤٠٣، والأعلام ٤/ ٢٥٤.
1 / 75