البرزالي وذكره في معجمه. وله إجازة أيضًا من يوسف بن خليل، فقد شارك أخاه برهان الدين وأبا المذكورة (١).
ويبدو أن والدهما قد عني بهما معًا، واهتم بتوجيههما وتربيتهما وتنشئتهما على العلم وحبه والاشتغال به، فبذل جهدًا في ذلك من خلال ما لمسناه منه من إحضارهما معه مجالس العلماء وأخذ الإِجازات لهما.
وقد عاش برهان الدين في (قلعة جعبر) برهة من الزمن بين أسرته يتلقى العلم عن علماء بلده، ويحضر مجالس العلماء الأفذاذ أكثر من عشرين عامًا، ولم نعرف إلى متى ظلت رعاية والده له في هذه المدة.
وقد صرح برهان الدين بأنه بدأ بالقراءة والسماع وهو في التاسعة من عمره، أي في عام ٦٤٩ هـ (٢)، فعاش بعدها حياة حافلة بالعلم والمعرفة والنشاط العلمي والتربوي والثقافي المتواصل، وبرز حتى توفرت لديه عوامل التفوق، وظهر نبوغه وذكاؤه، وكان يتمتع بذاكرة قوية وحفظ ونباهة، فقد حفظ القرآن الكريم وهو في هذا السن، واستظهر عددًا من المتون في الفقه والحديث والقراءات وغيرها، فحفظ كتاب (التيسير في القراءات) (٣)، وحفظ (غاية الاختصار في الفقه) (٤) وكتاب (التعجيز في مختصر الوجيز) وعرضه حفظًا على مؤلفه تاج الدين ابن يونس المتوفى سنة ٦٧١ هـ (٥)، ثم قرأه بحثًا عليه مرة أخرى في بغداد وأعجب به
_________
(١) الدرر الكامنة ٤/ ١٠٢.
(٢) عوالي مشيخة برهان الدين الجعبري ق ٦٢/أ، وبرنامج ابن جابر الوادي آشي ص ٥١.
(٣) كتاب في القراءات السبع للحافظ المقرئ أبي عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمرو الداني المتوفى سنة ٤٤٤ هـ.
انظر ترجمته في: غاية النهاية (١/ ٥٠٣ - ٥٠٥) وقد طبع الكتاب بالعراق.
(٤) كتاب مختصر في الفقه على مذهب الإِمام الشافعي، ويسمى متن الغاية والتقريب ويشتهر بمتن أبي شجاع، ألفه أحمد بن الحسين بن أحمد، أبو شجاع شهاب الدين أبو الطيب الأصفهاني المتوفى سنة ٥٩٣ هـ. وانظر شرح ابن قاسم مع حاشية الباجوري عليه ١/ ١٤.
انظر ترجمته في: طبقات الشافعية ٤/ ٣٨، والأعلام ١/ ١١٦ - ١١٧ وقد طبع هذا الكتاب مرارًا.
وهناك كتاب آخر بهذا الاسم في القراءات لأبي العلاء الحسن بن أحمد الهمداني المتوفى سنة ٥٦٩ هـ. انظر: عوالي مشيخة المصنف ق ٦٠/ ب.
والنشر في القراءات العشر ١/ ٨٧، ثم تبين لي ان هذا هو الذي حفظه المؤلف.
(٥) كتاب التعجيز في الفقه على مذهب الإِمام الشافعي وهو مختصر الوجيز للإِمام الغزالي، اختصره وشرحه أيضًا تاج الدين عبد الرحيم بن محمَّد بن محمَّد بن يونس الموصلي الشافعي المتوفى سنة ٦٧١ هـ في بغداد، وهو شيخ الجعبري، وقد أكمل شرح التعجيز الجعبري بعد وفاة شيخه ابن يونس. =
1 / 36