Rum
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
Noocyada
الباب الثالث
المحنة الأولى: تدفق البرابرة وتفرق النصارى
الفصل الثامن
أركاديوس الأول وثيودوسيوس الثاني
395-450
أسرة ثيودوسيوس الكبير
وكان ثيودوسيوس الكبير قد تزوج من آلية فلاتشيلة الإسبانية قبل أن تبوأ عرش الأباطرة، فولدت له أركاديوس وهنوريوس، ثم توفاها الله في السنة 386 فاقترن ثيودوسيوس الإمبراطور بغلة بنت ولنتنيانوس الأول ورزق منها بنتا سماها غلة بلاسيدية، وتزوج أركاديوس من إفذوكسية، فولدت له ثيودوسيوس الثاني وبلشيرية، أما هنوريوس فإنه تزوج من مريم بنت عمه هنوريوس ومن ثرمنتية، ولكنه ظل عاقرا بلا وارث.
أركاديوس (395-408)
وكان أركاديوس غلاما يافعا عندما تبوأ العرش، بطيء الحس ضعيف الإرادة ، فانقاد أولا لمدبر أموره روفينوس ثم لندمائه وجلسائه، وأشهر هؤلاء الخصي أفتروبيوس الذي نال الحظوة بأن قدم لأركاديوس إفذوكسية الفتانة بنت ضابط من ضباط الجيش، وكانت إفذوكسية هذه شديدة الإعجاب بجمالها وبنفسها متغطرسة منتفخة، فزادت الطين بلة، ولم يكن هنوريوس أوفر حظا؛ فإنه تبوأ العرش في الحادية عشرة وخضع لمآرب مدبر آخر هو استيليكون الوندالي، وعلى الرغم من مظاهر الإخاء والمحبة والتعاون بين الدولتين فإن كلا من استيليكون في الغرب وروفينوس وغيره في الشرق عمل على الشقاق والتنافر والضرر. وكان استيليكون يطمع في ضم جميع إيليرية وتوابعها إلى إمبراطورية الغرب ويعمل من أجل ذلك بكل دهاء، فهب زملاؤه في الشرق يثيرون الشغب على حكومة سيده في أفريقية، واشتد الاحتكاك بين الحكومتين حتى أدى إلى تضاؤل التبادل التجاري بين الشرق والغرب بل إلى انقطاعه حتى السنة 408.
ويقول إفنابيوس المؤرخ المعاصر: «إن كلا من الإمبراطوريين خضع لمن حوله من الرجال، وإن هؤلاء أشعلوها حربا دائمة مكتومة مستترة، وإنهم لم يترفعوا عن اللجوء إلى جميع أنواع المداهنة والمخادعة.»
Bog aan la aqoon