Rum
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
Noocyada
Avars
ضد عشائر الدانوب، ولكن هذا كله لم يمنع البرابرة من التسرب خلال حصون البلقان؛ نظرا لصغر الحاميات، فكان في السنة 539-540 أن انتشر مئات من الصقالبة والبلغار والهون في قرى عديدة من الأدرياتيك حتى القسطنطينية، ينهبون ويخربون ويحرقون ويذبحون، وفي السنة 558 تحرك سبعة آلاف كوتريغور من الدانوب، فاتجهوا جنوبا وعبروا سور أنسطاسيوس، وألقوا الرعب في أوساط القسطنطينية نفسها. وظل ذلك دأبهم حتى جمع بليساريوس بضع مئات من الأبطال المجريين من سكان العاصمة، وانقض بهم على العدو، فولوا الأدبار.
الفرات وسائر الحدود الشرقية
ولم يحصر يوستنيانوس أعماله التحصينية في منطقة البلقان؛ فإنه أنشأ في أفريقيا - كما سبق أن أشرنا - ليموسا جديدا، وأنفق أموالا طائلة للغاية نفسها في آسية الصغرى وسورية وشرق الأردن.
وكانت حدود الإمبراطورية في الشرق تنبسط من البحر الأسود حتى البحر الأحمر فتؤلف خطا طوله ألفا كيلومتر، ولم يسبق لرومة في الشرق أن شيدت في عصر من عصورها ليموسا متصلا على نحو ما فعلت في الشمال بين الرين والدانوب، أو في الجنوب في أفريقيا الشمالية؛ ذلك بأن جبال آسية الصغرى الشرقية وبادية الشام شكلت حاجزا طبيعيا موافقا يمكن الانتفاع به في الحرب والدفاع، ومن هنا اكتفت رومة في هذه المناطق بإنشاء قلاع موزعة في مواقع معينة تحمي بها الطرق الرئيسية والجسور والممرات الطبيعية، وما إلى ذلك، فأصبح حدها الشرقي «منطقة مراقبة» على حد تعبير ليون هومو أكثر منه ليموسا أو إطارا مانعا.
39
وكانت هذه المنطقة - ذات الحصون - تبدأ عند طرابزون فتتجه جنوبا حتى مجرى الفرات الأعلى، فمصب الخابور، فحدود البادية حتى العقبة، وكان خط الدفاع الممتد نحوا من ثمانمائة كيلومتر بين قرقيسية
Circesium
عند مصب الخابور وبين العقبة يتألف من طريق معبدة موازية للحدود محمية الجانبين، ولا سيما عند مفارق الطرق بعدد كبير من الأبراج، وكانت تدمر ودمشق والبتراء تدخل بقلاعها وحصونها والطرق الموصلة إليها في هذا الخط من الدفاع.
وتدل أعمال التنقيب التي أجريت في شرق الأردن بعد الحرب العالمية الأولى أن الطريق العسكري الروماني الذي كان يمر بشرق الأردن كان يصل بصرى بمادبا والبتراء ، فالعقبة، وأن رومة قد أقامت على جانبي هذا الطريق أبراجا محصنة، يبعد الواحد منها عن الآخر ثلاثين كيلومترا، وأنها أنشأت قلاعا لحماية موارد المياه إلى شرقي هذا الطريق في القسطل واللجون، وغيرهما.
Bog aan la aqoon