Rum
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
Noocyada
16
وأشهر من اشتهر من هؤلاء في مصر أسرة الأبيون، فكان الواحد منهم يملك القرية بعد القرية، ويفرض ضرائبه الخاصة ويجبيها على يد جباته ويعيش عيشة الملوك،
17
واتسعت كذلك أملاك الأديرة والكنائس وتمتع أصحابها بسلطة واسعة.
ورأت الحكومة في هذا كله تحديا لا مبرر له، فقاومته مقاومة طويلة الأمد، تذرعت في أثنائها بشتى الوسائل، كأن تتدخل في حق الإرث أحيانا، أو أن تكره أحيانا أخرى بعض الكبار على وقف أملاكهم على الإمبراطور، أو أن تصادر بعض الأملاك بداعي عدم الدليل على الملكية، أو أن تتهم ديرا من الأديار بالزندقة فتحول أرزاقه إلى الدولة ، ولكن برغم هذا كله لم يتمكن يوستنيانوس من القضاء على هذه الطبقة.
ولمس يوستنيانوس عيوب الإدارة ومواطن الخلل فيها كبيع الوظائف وتبديد الأموال والسرقة والبلص، وعلم - حق العلم - أن هذه النقائص تؤدي حتما إلى الفقر والخراب، وإلى إثارة الفتن والمشاكل، ورغب كل الرغبة في إزالة الضرر وإصلاح الحال، وشعر بالمسئولية الملقاة على عاتقه، وكان يقول بالحكم المطلق، فرأى أن أفضل الوسائل لمداواة الحال هي السعي لتقوية الحكومة المركزية وانتداب رجال أكفاء للقيام بمهام الحكم.
وعني - بادئ ذي بدء - بمالية الدولة فذكر بنفقات الحرب وطلب إلى الرعايا أن يؤدوا ما وجب دفعه بإخلاص وعلى الوجه الأكمل، وأمر الموظفين أن يعاملوا الرعايا بعطف أبوي وأن يرفعوا عنهم الظلم ويمتنعوا من الرشوة ويعدلوا،
18
ثم عاد فذكر الموظفين بوجوب السعي لتغذية الخزينة،
19
Bog aan la aqoon