Ruuxa Kacaanada iyo Kacaanka Faransiiska
روح الثورات والثورة الفرنسية
Noocyada
وقد ظلت تلك الجمعية الثورية مسيطرة على الحكومة حتى الشهر الحادي عشر من السنة الجمهورية (ترميدور 1794)، وكانت تسير كأن إدارة باريس فوضت إليها، فهي التي طلبت سجن لويس السادس عشر في برج تانپل مع أن المجلس الاشتراعي أراد اعتقاله في قصر لكسنبرغ، وهي التي ملأت السجون بالمتهمين، ثم أمرت بذبحهم.
وأمر الوحشية التي أبادت بها عصابة مؤلفة من 150 عائث ما يقرب من 1200 نفس في أربعة أيام - مشهور، فقد دفعهم إلى هذه المذابح المسماة مذابح سپتمبر بضعة أعضاء من الجمعية الثورية، وقد احتفى رئيس بلدية باريس، بيتون، بهؤلاء القتلة فسقاهم خمرا، فاحتج على ذلك بعض الجيروندويين دون اليعاقبة الذين التزموا جانب السكوت .
وتجاهل المجلس الاشتراعي تلك المذابح التي حث على اقترافها كثير من أعضائه كبيوفارين وكوتون، وهو، لعجزه عن منع استمرار قتل الناس، انفض بعد خمسة عشر يوما من تاريخ وقوع ذلك الحادث فاسحا في المجال لمجلس العهد.
ولا شك في أنه كان مسيئا بأعماله، لا بنياته، فمع كونه ملكيا أقلع عن الملكية، ومع انتحاله مذهب الإنسانية حدثت مذابح سپتمبر على مرأى منه، ومع أنه كان مسالما زج بفرنسة في حرب طاحنة، فأثبت لنا بسيره أن الحكومة الضعيفة تؤدي إلى خراب الوطن على الدوام.
ودلنا تاريخ المجلسين الثوريين الأولين (التأسيسي والاشتراعي) على تماسك الحوادث بعضها ببعض، وأنها سلسلة ضرورات قد نتصرف في حلقاتها الأولى، وأما حلقاتها الأخرى فإنها تتكيف مستقلة عن إرادتنا، فقرارات المجلس التأسيسي الأول، وإن صدرت عن العقل والإرادة، وقعت نتائجها مستقلة عن كل إرادة وعقل وتبصر، ومن كان يجرؤ من رجال سنة 1789 على طلب قتل لويس السادس عشر أو يستطيع أن يخبر بذلك القتل وبحروب ڤانده وبالهول الأكبر وبالمقصلة وبالفوضى، ثم بالرجوع إلى التقاليد والنظام على يد جندي حديدي؟
وربما كان تأليف حكومة من الجماعات ونموها أظهر الحوادث التي نشأت عن أعمال المجالس الثورية الأولى، ومن خلال الحوادث المذكورة سابقا - أي الاستيلاء على الباستيل وعلى قصر ڤرساي والهجوم على مستودعات التويلري وقتل الحرس الملكي وخلع الملك واعتقاله - نتبين سنن روح الجماعات وروح زعمائها.
وسنرى أن سلطة الجماعات سادت البلاد شيئا فشيئا، فاستعبدت السلطات كلها، ثم حلت محلها في نهاية الأمر.
الفصل الثالث
روح مجلس العهد
(1) قصة مجلس العهد
Bog aan la aqoon