Ruuxa Kacaanada iyo Kacaanka Faransiiska
روح الثورات والثورة الفرنسية
Noocyada
نعم، ظن المجلس التأسيسي أنه قادر على القيام بأعباء السلطة التي انتزعها من الملك، ولكن ذلك كان فوق طاقته، فالسلطة الكثيرة التجزئة لا عمل لها.
لم يلبث المجلس التأسيسي، الذي ظن أنه قبض على مختلف السلطات وأنه يتصرف فيها على طريقة لويس الرابع عشر، أن عجز عن العمل، وكلما ضعفت قدرته تفاقمت الفوضى، ولم يكف الزعماء طرفة عين عن تهييج الشعب، فأصبحت الفتنة شاملة للبلاد كلها، واستولى على المجلس كل يوم فئة من المشاغبين المتجبرين فتملي عليه رغائبها متوعدة منذرة.
ولم تكن تلك الفتن الشعبية، التي أطاعها المجلس على رغمه، غريزية، بل كانت صادرة عن الأندية والجمعية الثورية، وكان النادي اليعقوبي أقوى الأندية، ولسرعان ما أسس في الولايات خمسمئة فرع له، واستمر سلطانه أيام الثورة الفرنسية كلها، وتسلط على فرنسة جميعها بعد تسلطه على المجلس التأسيسي، ولم يزاحمه غير الجمعية الثورية التي انحصر نفوذها في باريس، ولما صار الشعب غير راض عن المجلس التأسيسي، لضعفه وعجزه، أسرع هذا المجلس في إتمام الدستور الجديد لينفض بعد ذلك، وكان هذا المجلس سخيفا في قراره الأخير الذي صرح فيه أنه لا حق لأعضاء المجلس التأسيسي أن يكونوا أعضاء في المجلس الاشتراعي القادم، فقد حرم أعضاء المجلس الاشتراعي تجربة سلفهم بذلك.
تم وضع الدستور في 3 من سبتمبر سنة 1791، وفي 13 منه وافق عليه الملك الذي أعاد إليه المجلس سلطته، وقد نص هذا الدستور على حكومة نيابية فعهد في السلطة الاشتراعية إلى نواب ينتخبهم الشعب وعهد في السلطة التنفيذية إلى ملك يحق له أن يرفض قرارات المجلس، ثم قسم المملكة إلى مديريات بدلا من تقسيمها السابق إلى ولايات، وألغى الضرائب القديمة مقيما في مكانها ما هو معمول به حتى الآن من ضرائب مقررة وغير مقررة.
وقد ظن المجلس التأسيسي الذي غير تقسيم المملكة وقلب نظامها الاجتماعي القديم أنه قادر على تحويل نظامها الديني أيضا، فأراد أن يستولي على نفوذ البابا في البلاد، وذلك بأن يجعل الشعب منتخبا لرجال الإكليروس، وقد أدى هذا القانون المدني الإكليروسي إلى اضطهادات دينية استمرت حتى العهد القنصلي، ونشأ عنها امتناع ثلثي القساوسة عن حلف يمين الإخلاص.
أتت الثورة الفرنسية في دور المجلس التأسيسي، الذي استمر ثلاث سنين، بنتائج عظيمة، وربما كان أهمها نقل ثروة أصحاب الامتيازات إلى أبناء الطبقة الثالثة، فأدى ذلك إلى ظهور أنصار ملتهبين حماسة للنظام الجديد، وبعد أن أدرك أبناء الطبقة الثالثة الذين حلوا محل الأشراف، والفلاحون الذين اشتروا الأملاك الوطنية، أن إعادة النظام السابق تحرمهم جميع تلك الفوائد دافعوا عن الثورة الفرنسية أشد دفاع، وبلغت قوتهم - وهم الذين تغلبوا على كل معارضة - مبلغا أصبحوا به قادرين على الذود عن المثل الأعلى الجديد وعن منافعهم المادية، وسنرى أن تأثير هذين العاملين أعان على قيام الإمبراطورية.
الفصل الثاني
روح المجلس الاشتراعي
(1) الحوادث السياسية أيام المجلس الاشتراعي
لنلخص ما وقع أيام المجلس الاشتراعي، الذي استمر حكمه سنة واحدة، من الحوادث السياسية العظيمة.
Bog aan la aqoon