Ruuxa Kacaanada iyo Kacaanka Faransiiska
روح الثورات والثورة الفرنسية
Noocyada
كانت مجاوزة الناس للحدود أول نتيجة لهذه النفسية الجديدة، وقد ذكرت مدام فيجيلبران أن العوام كانوا في متنزه لونشان يرتقون إلى مرقى العربات قائلين: «ستكونون في العام القادم خلفنا ونكون نحن في العربات».
لم يكن أمر مجاوزة الحدود والاستياء خاصا بالعوام، بل كان شاملا للجميع قبيل الثورة الفرنسية، قال تاين:
كان صغار الإكليروس حاقدين على كبارهم، وكان أشراف الولايات حاقدين على الأشراف المقربين، وكان صغار الأمراء الإقطاعيين حاقدين على كبرائهم، وكان سكان القرى حاقدين على سكان المدن.
ثم استولت تلك الحال النفسية، التي انتقلت من الأشراف والإكليروس إلى الشعب، على الجيش أيضا، قال نيكر حين افتتاح مجلس النواب: «لسنا واثقين بالجيوش»، وأما الضباط فأصبحوا من أنصار المذهب الإنساني، وأخذوا يشتغلون بالفلسفة، وأما الجنود فكانوا لا يطيعون وإن لم يشتغلوا بالفلسفة، وذلك لدلالة مبادئ المساواة في مداركهم السخيفة على بطلان الرئاسة والطاعة.
وبعد أن استولت الفوضى النفسية على طبقات المجتمع، ومنها الجيش، أوجبت زوال النظام السابق، قال ريفارول:
إن الذي قضى على الملكية هو تخلي الجيش عن الملك، وانتحال الجيش مبادئ الطبقة الثالثة. (2) تأثير فلاسفة القرن الثامن عشر في تكوين الثورة الفرنسية، نفورهم من الديموقراطية
يجب ألا يعد الفلاسفة، الذين ظن أنهم نفخوا في الناس روح الثورة، أشياعا للحكومة الشعبية، وإن قاتلوا بعض الأوهام والعادات السيئة، فقد كانوا يمقتون الديموقراطية التي بحثوا عن شأنها في تاريخ اليونان؛ لعلمهم ما تجر وراءها من التخريب والاضطهاد، وهي التي عرفت في زمن أرسطو: «بأنها حكومة تناط فيها القوانين وكل أمر بعوام يعتبرون أنفسهم من الجبابرة ويسيرون كما يريد بعض المشاغبين».
وإليك ما قاله بطرس بيل، وهو الذي يعتبر بحق سلفا لڤولتير، عن الحكومة الشعبية في أثينة:
عندما يقرأ الإنسان تاريخ مجالس أثينة وانقسام أحزابها وفتنها واضطهاد أشرافها وقتلهم ونفيهم، كما كان يريد أحد الخطباء المشاغبين، يحكم بأن ذلك الشعب الفخور كان، بالحقيقة، عبدا لفئة من الثرثارين المحتالين الذين كانوا يقلبونه كأنه ريشة في مهب الريح، ولو بحث في تاريخ مكدونية الملكية ما وجدت فيه أمثلة ظلم واستبداد كما وجد في أثينة.
ولم يكن رأي مونتسكيو في الديموقراطية أقل من ذلك، فقد دل بعد أن وصف أشكال الحكومة الثلاثة، الجمهورية والملكية والمستبدة، على ما تؤول إليه الحكومة الشعبية بالكلمات الآتية، وهي:
Bog aan la aqoon