Rousseau: Hordhac Kooban
روسو: مقدمة قصيرة جدا
Noocyada
ولكن، حتى في «قاموس الموسيقى» كرر روسو وأضاف زخما لأفكار ألهبت مخيلته لأول مرة في أواخر أربعينيات القرن الثامن عشر وأوائل خمسينياته. ففي مقالة جديدة تسمى «الترنيمة الدينية»، لاحظ أنه عندما شرع المسيحيون في بناء الكنائس وإنشاد المزامير والتراتيل فقدت الموسيقى القديمة كل حيويتها. ومن الكتاب المقدس والمصادر الكلاسيكية، ولا سيما الفيثاغورثيين، أضاف روسو في مقالته «الموسيقى» - مكررا تعليقات سبق أن ذكرها في «الموسوعة» ومسترجعا أفكار كتاب «القوانين» لأفلاطون - أننا نعرف أن كلا من القانون الإلهي والبشري، وكذا العظات التي تحض على الفضيلة، كانت تنشدها الجوقات شعرا، حيث لم تكن هناك وسيلة أخرى أكثر فاعلية لتعليم الناس حب الفضيلة. إن أي شيء يمكن استثارته في الخيال ينبع من قوة الشعر التي نشأت منه الموسيقى قبل ذلك، هكذا زعم روسو في مقالتيه «المحاكاة» و«الأوبرا»، ذاكرا في كل مقالة افتقاره لتقدير القوى الانفعالية للرسم وتمييزه العقيم لها في مقابل حساسيته تجاه الموسيقى؛ ولعل هذا أكثر أوجه الاختلاف تجليا بين حكمه الجمالي وحكم ديدرو. على العكس من الرسم الذي يلهم حاسة البصر لدينا وحسب، بحسب زعم روسو، تنقل الموسيقى العين إلى داخل الأذن، وتصور حتى أشياء خفية ، كالليل والنوم والعزلة والسكوت، وأحيانا ما تخلق الضوضاء أثر السكينة المثالية بينما ينتج السكون أثر الضوضاء، الأمر الذي يعلمه تمام العلم الذين تأخذهم سنة من النوم أثناء محاضرة مملة ويستيقظون لحظة أن تنتهي. استمر اهتمام روسو بالموسيقى طوال حياته، ولا سيما أنه، بعد أن قرر حوالي عام 1750 أن ينسخ النوتات الموسيقية كي يضمن دخلا منتظما ومستقلا، اعتمد على هذه الوظيفة، وحتى نهاية حياته تقريبا، كمصدر من مصادر الدخل القليلة التي استطاع التعويل عليها ككاتب حريص على أن يرفض كل أشكال الإحسان أو الإعانات، فتفادى بذلك الديون التي كان من الممكن أن تقيد حريته. وفي حالة الضياع الشديدة التي هرب وهو يعانيها أخيرا من إنجلترا ربيع عام 1767، أقنعه هيوم رغم ذلك بقبول هدية من الملك جورج الثالث الذي أمسى في نهاية المطاف أكثر جنونا، وفي الوقت المناسب، وبما يتعارض مع مبادئه، تلقى روسو مبلغ 50 جنيها إسترلينيا دون أن يقدم شيئا في المقابل. وظهر تدوينه لنغمات صينية في «قاموس الموسيقى»، المستقاة من عمل «وصف الصين» لجون-باتيست دو هالد عام 1735، في كل من مقدمة ويبر لأوبرا «توراندوت» وأوبرا هيندميث «تحولات سيمفونية».
شكل 6-2: «نغمات صينية» من «قاموس الموسيقى» (باريس، 1767).
ومرة أخرى، أصبح روسو في فرنسا، على مدار السنوات الثلاثة التالية، في مخيلته وفي الواقع جوالا رهينة للحظ، مسافرا سرا باسم السيد «رينو» وبرفقته مديرة منزله التي قيل إنها أخته. أصبح الآن أكثر عشاق الحقيقة في عصر التنوير صراحة ووضوحا، الذي كرس كل طاقاته لإماطة اللثام عن النفاق، يعيش متخفيا مسافرا من تري على حدود نورماندي إلى بورجوان ومونكان في دوفين ومنها إلى ليون وأخيرا باريس؛ حيث عرج في طريقه إلى قبر السيدة دي وارين في شامبري، وسرعان ما تزوج بعدها من تيريز، وهو في حالة من الضياع والتنقل صارت أكثر خفية بكثير بفعل راعيه الرئيسي آنذاك، الأمير دي كونتي - الذي كان سجانا في واقع الأمر متخفيا في هيئة راع - بينما تجاهلت السلطات التي كان روسو يسعى لتجنبها الأخير ظنا منها أنه أحمق وليس خطيرا. في تلك الفترة تحديدا التفت روسو إلى موضوع علم النبات، وهو أكثر ما أولع به خلال سنواته الأخيرة. في موتييه، وبعد رحلته من مونتمورنسي، كان قد تعرف بالفعل على عالم نباتات بارز يدعى جون-أنطوان ديفيرنوا، وقام هناك بالعديد من الجولات النباتية المطولة في الريف المحيط بالمدينة بصحبة البارون المجري المزيف إجناز دي سوترسهايم، بيير لوتي عصره، الذي كانت حياته أكثر خيالا من جميع خيالات «إلواز الجديدة». وفي ستافوردشير، جمع روسو نباتات السرخس والطحالب. ولكن في أواخر ستينيات القرن الثامن عشر، وسواء وحده أو بصحبة مجموعة من الرفاق، في المناطق النائية من تري وليون وجرونوبل وبورجوان ومونكان، شرع روسو في تخصيص أغلب وقته لدراسة النباتات؛ الأمر الذي أثار شكوكا أحيانا بأنه مشعوذ.
شكل 6-3: روسو يتعاطى مع الأعشاب، بريشة ماير.
إبان عودته إلى باريس صيف عام 1770، باشر مهنة النسخ الموسيقي كل صباح، وفي فترات ما بعد الظهيرة كان يدرس النباتات والأعشاب خلال جولاته الطويلة سيرا على الأقدام خارج المدينة. وفي تواريخ متعددة بين عامي 1771 و1773، كتب روسو ثماني رسائل طويلة عن موضوعات نباتية للسيدة مادلين-كاثرين دولوسير، التي بدأ في مصادقتها إثر لقاء جمع بينهما سابقا في ليون، وكان يتمنى أن يثير الفضول الطبيعي لابنتها ذات الأربع سنوات بتشجيعها على الاهتمام بالنباتات. لقد أثارت تلك الرسائل، المتبوعة على مدار السنوات الأربع التالية بست عشرة رسالة أخرى تتناول أفكارا شبيهة لأشخاص أخرين (نشرت كلها مع الأعمال الكاملة لروسو عام 1782) اهتمام توماس مارتن، أستاذ علم النبات بجامعة كامبريدج الذي احتل منصبه لثلاثة وستين عاما، وخلال جزء من تلك الفترة على الأقل استخدم ترجمته الخاصة لتلك الرسائل في مناهجه التربوية؛ واستعان بها أيضا الرسام بيير جوزيف رودوتيه الذي رسم صورا لها لطبعة فاخرة من الكتابات النباتية لروسو نشرت أوائل القرن التاسع عشر. وخلال تلك الفترة تقريبا، جمع روسو أيضا قاموسا للمصطلحات النباتية، لكنه لم ينته منه قط. وواصل أيضا جمع عينات الأعشاب للمعشبة التي انكب على إنشائها بالفعل في السابق، والتي لم يبق منها إلا القليل، ولو أن المجموعة الأكبر على الإطلاق، وتشكل 11 مجلدا، دمرت مع المتحف النباتي ببرلين في الحرب العالمية الثانية.
يبدو الاهتمام المكتسب لروسو بعلم النبات خيارا مهنيا منطقيا لرجل تجلت إمكاناته وقدراته أيما تجل بينما كان يمشي، فلا يعمل عقله إلا مع حركة رجليه، بحسب ملاحظته في «اعترافات» (الأعمال الكاملة، المجلد الأول؛ اعترافات). هنا، أخيرا، استطاع ابن الطبيعة المتقدم في السن أن يتفاعل مباشرة مع مشهد الخلق العظيم الذي طالما وقف قبالته في هيبة؛ شأنه شأن إميل الأصغر سنا، على مشارف الرضا، وقوته وإرادته في حالة توازن. كان هنا موضوع يمكن أن يملأ ألوانه وعبقه مخيلته، فردوس طبيعي من حب النباتات كذلك الذي أغوى بالمثل الشاعر أندرو مارفيل قبل قرن من الزمان. في الجولة الثانية من عمله «أحلام يقظة جوال منفرد»، تذكر روسو المتعة العذبة التي أحسها وهو يرى ويعدد النباتات التي ما زالت مزهرة في المروج الواقعة بين مينيلمونتون وشارون على مقربة من باريس، والتي يشغل الآن جزءا منها مقبرة بير لاشيز (الأعمال الكاملة، المجلد الأول؛ أحلام يقظة جوال منفرد). وفي الجولة السابعة التي خصصها إلى حد كبير للأشجار والنباتات التي تعتبر «لباس الأرض»، تغنى روسو بذكرى صدع جبلي حيث عثر على نباتات مثل حشيشة الأسنان وبخور مريم، وسمع نعيق العقاب والبومة القرناء، وذلك في ركن بالأرض خفي بشكل كبير لدرجة أنه عندما جلس على حشيات من الليكوبوديوم راوده حلم بأنه عثر مصادفة على أكثر ملذات الكون برية وأبعدها على الإطلاق، بعد أن أماط اللثام، ككولومبوس ثان منفرد، عن مأوى لن يسعى مضطهدوه للبحث عنه فيه أبدا (الأعمال الكاملة، المجلد الأول؛ أحلام يقظة جوال منفرد). هنا كان «الفردوس» الخاص بروسو، الملاذ الذي اكتشفه في رحلة استكشافية نباتية قام بها على مقربة من موتييه حوالي عام 1764، الملاذ الذي استلهمه أصلا في ربيع عام 1757 بظهور صوفي دوديتو في حياته، ووصفه في «إلواز الجديدة»، بألفاظ شبيهة بشكل مدهش، باعتباره البستان السري لجولي، معتبرا إياه «أكثر أركان الطبيعة برية وعزلة » (الأعمال الكاملة، المجلد الثاني؛ جولي أو إلواز الجديدة). لقد انتقل حبه لصوفي من قلب ظلمة آسر إلى آخر، على نحو جعل حياته الشخصية تحاكي فنه. فبداية من الإثارة الحسية والرواية واسترجاع الصور المنقولة حاليا، استطاع روسو - في هذه الجوانب وفي جوانب أخرى عدة يعتبر مارسيل بروست القرن الثامن عشر - أن يجعل علم النبات خاصته وأحلام يقظته يتردد صداهما في صوت واحد.
لم يكن روسو ميالا بشدة هكذا لدراسة النباتات. فلو كان قد سار في ركب كلود أنيت، متخصص الأعشاب الشاب الذي وظفته السيدة دي وارين في شامبري والذي شاركه حبها، لكان قد أمسى عالما بارزا في النباتات، بحسب تعليقه. ولكن، نظرا لغفلته عن سحر هذا العلم ومفاتنه، فقد ترك نفسه فريسة للتحيز الشعبي بأن علم النبات شأنه شأن علم الكيمياء أو علم التشريح يرتبط بالطب أو علم الصيدلة ولا يناسب إلا الصيادلة، بحسب زعم روسو في «اعترافات» و«أحلام يقظة جوال منفرد»، وحتى في مقدمة قاموسه للمصطلحات النباتية (الأعمال الكاملة، المجلد الأول؛ الأعمال الكاملة، المجلد الرابع؛ اعترافات؛ أحلام يقظة جوال منفرد). لكن روسو أدرك لاحقا أن ذلك أبعد ما يكون عن الحقيقة. وأي علم آخر كان يمكن أن يقضي فيه وقته؟ وكيف كان له أن يطارد الحيوانات لكي يخضعها بالقوة وحسب إن استطاع أن يمسك بها، وبعد ذلك يقوم بتشريحها كي يفهم كيف تجري؟ ولو كان أضعف من اللازم، لقام بلا شك باصطياد الفراشات بدلا من ذلك؛ ولو كان أبطأ من اللازم، لبحث عن القواقع والديدان. لكن كل هذه الجثث المتعفنة، والهياكل العظمية المروعة والأدخنة الضارة لم تكن تناسبه. ولم يتمن أيضا، بمساعدة الأدوات والآلات، دراسة النجوم. لكن الأزهار زاهية الألوان والظلال المنعشة والجداول والغابات والمروج والمساحات الخضراء طهرت خياله، بحسب ملاحظته في الجولة السابعة من «أحلام يقظة جوال منفرد». وجعلت الطبيعة نفسها النباتات في متناول البشر، حيث نبتت تحت أقدام الإنسان الذي استقر عقله عندها بالفعل (الأعمال الكاملة، المجلد الأول؛ أحلام يقظة جوال منفرد).
شكل 6-4: صورة للسيدة دي وارين في نقش من القرن التاسع عشر للورو.
وبالطبع يجب عدم الخلط بين الدراسة الدقيقة والمنضبطة للنباتات والأحاسيس المحببة التي تلهمها، بحسب اعتراف روسو في قاموسه (الأعمال الكاملة، المجلد الرابع). لقد كان علم النبات، بحسب فهم روسو له، علما تصنيفيا بشكل جوهري، وهو إن لم يحلل الأشياء التي تدرسها بضرورة الحال فهو يسعى رغم ذلك إلى تصنيفها وتحديد الغاية من تنظيمها الداخلي، وذلك وفقا لملاحظات روسو في «أحلام يقظة جوال منفرد». وفي كل من قاموسه ورسائله النباتية يصرف روسو بالتالي انتباهه إلى أجزاء الفاكهة والأزهار - مدقات الأزهار، وكئوسها وعناقيد النباتات - التي تعرف على اسمها ووظيفتها من العديد من المراجع، ولا سيما «نظام الطبيعة» و«فلسفة النباتات» و«مملكة النباتات» للينيوس، عالم النباتات البارز في القرن الثامن عشر الذي راسله روسو ذات مرة، علاوة على مقالة بقلم أبرز محرري لينيوس، ويدعى يوهان أندرس موراي. وأحيانا كان روسو يخلط ما بين وصف نبات أو جزء ما بآخر، وكان في بعض الأحيان يسيء فهم المبادئ التي اقتبسها من الآخرين. وبالإضافة إلى ذلك، ربما لأنه فضل دراسة النباتات على الحيوانات، لم يخطر أبدا بباله أنه يجوز التمحيص فيها هي الأخرى من حيث تاريخ تكاثرها الطبيعي أو الصناعي، على نفس النسق الذي اتبعه من قبل بوفون في تعليقاته على اضمحلال الأجناس الذي سحر لبه بشدة في روايته لتطور البشرية في «خطاب عن اللامساواة». وبالنسبة إلى الاستقصاءات النباتية، وإن لم يكن لعلم الطبيعة البشرية، كان مثله الأعلى لينيوس لا بوفون. ومع ذلك، فقد كان إلهامه إلهام رجل يصل عقله وأحاسيسه لأوج نشاطها عندما يكون منعزلا وفي الخلاء يجول محتفيا بالطبيعة. قال روسو في «أحلام يقظة جوال منفرد» (الأعمال الكاملة، المجلد الأول؛ أحلام يقظة جوال منفرد): إن علم النبات المادة الدراسية المثالية للإنسان الكسول المنعزل العاطل عن العمل.
لكن علم النبات لم يكن المجال الوحيد الذي التفت إليه روسو في عزلته التي فرضت على الفور عليه بفعل قطيعته عن المجتمع، والتي استلذها في الوقت نفسه بسبب الحرية التي كفلتها لشطحات خياله . وظل هناك موضوع آخر في سنواته الأخيرة شعر بجاذبيته واستقطابه له بقوة أكبر؛ لأنه لم يكن مفر منه، ولأن التأمل فيه طالما أمده بالعين الناقدة التي سعى وراء كل شيء خلافها من خلالها؛ ألا وهو نفسه. زعم روسو أنه حوالي عام 1760 فكر في كتابة سيرته الذاتية لأول مرة، وبحلول عام 1765؛ حيث كانت كل الأعمال الرئيسية التي أنجزها منذ عقد مضى تقريبا في ليرميتاج إما تحت الطبع وإما جاهزة للطبع وإما مهجورة، التفت روسو لكتابة عمله «اعترافات» بجدية ودأب وجمعها أساسا من مراسلاته الضخمة، بما في ذلك نسخ أو مسودات من رسائله الخاصة التي احتفظ بها. ولما كان بعض أصدقائه السابقين الموقنين بأنهم لن يسلموا من أذاه على دراية بأساليبه وبلاغته وتحيزه، فقد تحوطوا محاولين التشهير به على نحو مسبق أو ردا عليه، وعلى رأسهم السيدة ديبينيه التي اتهمها روسو بغير حق بالرياء والخيانة رغم مواساتها له وعاطفتها تجاهه بعد أن وفرت له أول ملاذ في حياته. لم تستدع قط رعونتها التي تدور في فلك هيام روسو بصوفي اتهاماته البشعة لها، لكنها كالت له الصاع صاعين بسبب فظاظته حيث وضعت يدها في يد ديدرو وطالبت بحظر رسمي لقراءات روسو العامة من مخطوطة «اعترافات»، وحصلت عليه، بعد عودته من باريس، وبعون من جريم وديدرو، كما يتضح لنا من الأوراق الوحيدة المتبقية منها، أعادت تجميع، بل وأعادت صياغة الرسائل التي تبادلتها مع روسو خلال انفصالهما، بحيث يظهر بمظهر الغدار المخادع طوال فترة علاقتهما، في الرواية التي أوردتها في أعمالها الشبيهة بالمذكرات والمنشورة بعد وفاتها عام 1818 باسم «قصة السيدة دي مونبريان». شرع خصوم روسو، إلى حد ما في محاولة لحماية أنفسهم من اتهاماته اللاذعة، ولكن أيضا بدافع الازدراء الحقيقي والمتزايد لرجل بدا غروره الصارخ بالنسبة إليهم لا حدود له، في ممارسة مجموعة مختلفة من الحيل للقدح فيه والنيل من سمعته، الأمر الذي أدى بطبيعة الحال لا لتأكيد ارتيابه الأصلي وحسب في شخصيتهم، بل وكذلك شكوكه المتعلقة بوجود مؤامرة تحاك ضده لتشويه سمعته. في تاريخ الحضارة الغربية، لم تفق أي شخصية بارزة قط روسو في قدرته على الخلط ما بين الرعونة والنوايا السيئة؛ مما أفضى لاحقا إلى تبعات متصاعدة بشكل مخيف.
Bog aan la aqoon