قال لها: قومي إلى المنضدة، واكتبي ما أمليه عليك.
فامتثلت وكتبت بإملائه ما يأتي:
يا أختي العزيزة
إنني في أشد موقف الخطر، فإذا لم تسرعي إلي فأنا هالكة لا محالة، ولا تسمح لي الحال بأن أذهب اليك ولا أن أقص عليك ما أنا فيه وما أنا عليه من الاضطرار إلى نصرتك، ولكني أعلمك فقط أن تأخرك عن الحضور ينتج عنه خطر على مستقبلي وعلى حياتي؛ فأسرعي أيتها الأخت العزيزة بالذهاب حين اطلاعك على الرسالة إلى شارع الحية نمرة 19، واسألي عن مدام كوكليت، وقولي لها إنك آتية من قبلي، وحينئذ تعلمين ما الذي يجب أن تفعليه لإنقاذ أختك.
باكارا
ولما انتهت من كتابة الرسالة سقط القلم من يديها، وجرى الدمع في عينيها وهي تقول: مسكينة أختي.
وفيما أندريا يلاطفها ويسكن من شجنها، إذ قرع جرس الباب الخارجي فقال: هذا هو بيرابو.
فنهضت باكارا لتذهب إلى غرفة الاستقبال العمومية، فقال لها أندريا: إذا كان القادم بيرابو اعلمي منه أولا ما حدث، ثم ارجعي إلي قبل أن تعديه بشيء.
فمسحت عن خديها آثار الدموع، وأصلحت شعرها، ثم دخلت إلى الغرفة، وأمرت فاني بإدخال الزائر، فدخل وكان بيرابو.
وقد دخل إليها وعليه ملامح الفوز، وحياها ببشاشة واحتشام، ثم أعطاها الرسالة التي كتبتها هرمين إلى فرناند، وقرأتها بسرور لا يوصف، وعندما انتهت إلى آخرها قالت بصوت منخفض: إنه لن يتزوج وقد قضي الأمر على وفق مرادي.
Bog aan la aqoon