فوقع هذا الإنذار عليها وقوع الصاعقة، فصاحت صيحة يأس، وسقط رأسها على الكرسي من الكآبة. - ها قد اعترفت أخيرا أنك تحبينه. - نعم، لم يعد من مجال للكتمان، فإني أحبه حبا مبرحا لم يعد لي فيه حيلة إلى الصبر، ولا جرم فهو أول سهم غرام نفذ إلى قلبي. نعم أحبه، وهو لا يتزوج وسأمنعه عن الزواج، ولو أفضى بي الأمر إلى قتل مزاحمتي عليه بيدي.
ثم تأوهت، وبدأت تنتحب انتحاب الأطفال.
فقال لها: سكني روعك يا سيدتي، فإني ما أتيت إلا لمساعدتك وإنقاذك مما أنت فيه. - كيف تساعدني؟ - انظري إلي وتأملي بي، ألا ترين من ملاحمي رجلا يقدر أن يفيدك إذا رضيت بي حليفا؟ - أنت تكون حليفي؟ - أي شيء يمنعني؟ - أنت تخدمني؟ - كل شيء ممكن. - ولكن ما الذي يدعوك إلى خدمتي؟ ولأية غاية تريد أن تحالفني؟ - من المؤكد أن لي بذلك مأربا، ولولا ذلك ...
وقبل أن يتم حديثة فتح الباب ودخلت فاني وأعطت سيدتها رقعة زيارة، أخذتها باكارا وقرأت فيها هذا العنوان:
بيرابو
رئيس قلم التحرير في وزارة الخارجية
ثم ألقتها بجزع إلى أعلى المنضدة وقالت: إني لا أعرف هذا الرجل، فقولي له إني لست في المنزل.
فاضطرب أندريا عندما قرأ الرقعة وقال لها: يجب أن تقابليه.
ثم نظر إلى فاني وقال لها: أدخليه إلى قاعة الانتظار.
فعلمت فاني أن أندريا أصبح الآمر في المنزل، فامتثلت لأمره وانصرفت.
Bog aan la aqoon