282

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Noocyada

فنظرت عند ذلك الفيروزة نظرة احتقار إلى روكامبول، وقالت: كلا، لا أقبل شيئا.

فانحنى روكامبول أمام فرناند وقال: ولكني أؤمل أن نلتقي بعد أن اغتصبت مني تلك الفتاة؛ فإن لدينا حسابا آخر نرصده، وهو ليس حساب المال. - هو ذاك، فنوفيك غدا حساب المال، ونرى حسابك الآخر بعد الغد. - حبذا ذاك يا سيدي لو لم أكن مضطرا إلى السفر بعد الغد، فلنرجئ هذا الحساب الأخير إلى الأسبوع القادم. - ليكن ما تريد، وسأرسل لك شهودي بعد ثمانية أيام.

ثم أمر السائق بالعودة إلى المنزل، فعادت بهما وفرناند يتميز من الغيظ، حتى إذا بلغا إليه أخذت الفيروزة بالبكاء، ثم تظاهرت بالغشيان، فلما أفاقت من الغشيان وقفت أمامه موقف التائب النادم، وقالت: دعني وشأني أيها الحبيب وعد إلى زوجتك، فقد بدأت أكون شؤما عليك.

22

وطال حديث العاشقين، فكانت تسأله وتلح عليه أن يسلوها وهو لا يزداد بها إلا تعلقا وهياما ويدفع البرهان، إلى أن تظاهرت بأن حبه قد تغلب عليها، فقالت: إني أرضى أن أعيش وإياك، إذا قبلت شروطي.

فطار فؤاده فرحا وقال: سلي ما تشائين فإني أقبل كل شرط.

فتنهدت طويلا وقالت: إصغ إلي يا فرناند، إني قد شغفت بحبك وأحببتك حبا أكيدا صالحا، فصغرت في عين نفسي وتمثل ماضي أيامي الأثيمة بشكل رائع مخيف سئمت لأجله الحياة، ولكني قبل أن ألقي تلك النفس إلى هاوية الغواية، كنت فتاة طاهرة شريفة. فإن أهلي زوجوني بالرغم عني بشيخ عجوز حملني لسوء طباعه على الفرار منه، وأنفق جميع مهري على السكر والمجون، بحيث لم يبق لي من ذلك المهر سوى عشرة آلاف فرنك، ولا تزال هذه الأموال لدي أحترس عليها؛ لأنها وصلت إلي من أشرف مورد، وقد زادت من رباها إلى الآن ألفي فرنك.

فقال فرناند وهو لم يدرك قصدها: ما تريدين من هذا القول؟

قالت: أريد أن أعيش من ربا هذا المال، ومن شغل يدي كما تشتغل العاملات.

فأجفل فرناند وقال: أنت تعيشين هذه العيشة التعيسة وأنا أغنى الأغنياء؟ - نعم، ولا أكون منكودة بل أكون من أسعد النساء. ويكفيني من نعيم الحياة أن فرناند يحبني وأنا أحبه.

Bog aan la aqoon