238

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Noocyada

فاتقدت عينا الشفالييه ببارق من الأمل وقال: لا أحب إلي الآن من الانتقام. - أتريد أن تعذب كريتشن وتلقي اليأس في قلب أخيك؟ - ماذا يجب أن أصنع؟ - إنك على علو منصبك في بلاط الملك لا تزال محتاجا إلى المال لفقرك، وأنت تعرف مقدار ثروة الأميرة، فهي عازمة على أن تمنح كريتشن مهرا يبلغ مقدار دخله مائة ألف فرنك في العام. - أتشترط في ذلك أن أتزوجها؟ - هو ذاك، وحسنا تفعل يا سيدي، فإنك إذا تزوجتها على هذا الشرط تمتعت بمالها وانتقمت من أخيك الكونت الذي يسلبك من تحب، ومن كريتشن التي تحتقرك وتجدك غير أهل لها، فمتى ملكت زمامها انتقمت منها كما تشاء. - إني راض بهذا الاقتراح على ما فيه من الحيف؛ لأن الانتقام مسرة الآلهة.

ثم افترقا، فذهب الشفالييه وهو موطد العزم على الاقتران بكريتشن، وعادت النورية إلى الأميرة ووالدة لوسيان وأخبرتهما بما كان.

وفي المساء جاء الشفالييه إلى قصر الأميرة، فاجتمع بكريتشن وقال لها: إن الإخوان متكافلون متضامنون، وقد أساء إليك أخي إساءة لا يستطيع إصلاحها، فأنا أتولى إصلاحها عنه؛ كي لا ينال شرف بيت دي مازير بسوء، إنك يا سيدتي لا نصير لك ولا معين لابنتك ولا اسم لها، فهل تريدين أن أكون لك زوجا ولابنتك أبا ونصيرا؟

وقد تلبس بلباس الخداع، واندفع يظهر من المروءة ضروبا خدعت بها كريتشن، وحسبته صادقا في ما يظهره من المروءة والإخلاص، فنظرت إليه وهي تبكي وأجابته بمثل إخلاصه فقالت: هيهات يا سيدي أن تجد في قلبي غراما، فقد مات غرامه، ولم يبق متسع فيه لغير الهم والحسرات.

قال: إنك مسترسلة إلى اليأس أيتها الحبيبة وأنت لا تزالين في نضارة الحياة، ومثلك لا تيأس وقد أحبها مثلي، فسأجلك إجلال العبادة وأكون لابنتك خير والد، فلا تجدين في عشرتي غير الهناء الدائم، وأنا لا أسألك غير أن ترضي بي زوجا؛ كي أقيك وأقي ابنتك غدر الزمن.

فخدعت كريتشن بظواهر إخلاصه وأخذت يده بين يديها فقالت: إنك شريف يا سيدي طيب السريرة، فإني إذا كنت لا أستطيع أن أحبك فإني أحترمك وأجعلك من أسعد الأزواج.

وقد رضيت تلك المنكودة به بعلا، وبدأت خطة النورية الهائلة تنفذ منذ ذلك الحين.

وتزوجت كريتشن به، فلما أعلن هذا الزواج وباتت كريتشن في منزل الشفالييه جاهرت الأميرة بأنها لا تريد التخلي عن الطفلة، وطلبت إلى الزوجين أن يقيما في قصر فرضي الاثنان وانتقلا إلى القصر.

وفي ذلك اليوم خرج من ميونخ فارسان وسافرا إلى باريس، وكان هذان الفارسان راوول ودي بوفوازين، فإنهما كانا مختبئين في ميونخ للمحافظة على كريتشن، حتى إذا علما بزواجها بالشفالييه قالا: إنها باتت زوجة لرجل نبيل فهو يتولى حمايتها عنا، ولم يبق لنا شأن في هذه العاصمة.

وكان الكونت دي بوفوازين يحب كريتشن حبا عظيما، فلم يره أحد بعد ذلك في باريس.

Bog aan la aqoon