وقال أحد الفرسان: أين كنت أيها الكونت؟
وقال له الآخر: أرأيت الأيل؟ - إنه مر بي منذ هنيهة.
فقالت الفارسة: إنه سيسقط إذن في مستنقعات الدير.
فأجابها لوسيان: إني أرى رأيك يا ابنة عمي الحسناء.
أما هذه الفتاة فقد كانت بارعة الجمال، وهي سوداء العينين سوداء الشعر، لها دلال الإناث ونشاط الغلمان.
فقالت له بلهجة تكاد تكون لهجة سيادة: ولكن من أين أنت قادم؟ وكيف افترقت عنا؟ - أسألك العفو يا ابنة عمي، فقد تهت عنكم ولم أسمع نفخ الأبواق إلا الآن، ولكن خطر لي أن الأيل سيمر بهذه الجهة فأتيت إليها.
فهزت الفتاة كتفيها ولكزت بطن جوادها، فانطلق بها في تلك الغابة دون أن تتدانى إلى مجاوبة هذا الفتى الذي كان يدعوها ابنة عمه.
2
وكان الجواد ينطلق بها وهي ثابتة فوق ظهره ثبوت الرواسي، حتى كانت ديانا نفسها إلهة الصيد.
أما لوسيان والفارسان فإنهم لما رأوها دفعت جوادها لم يجدوا بدا من الاقتداء بها والسير في أثرها.
Bog aan la aqoon