216

============================================================

باطنها ، وظاهرها بحسب جواهرهم وقوتهم في القبول ، والاستتباط ، يكونوا لغيرهم في الهداية كما تكون الايمة عليهم السلام في التعبير والافادة ، والدين بهم كالشخص الواحد الجامع لاجزائه ، وهم له كالحواس الي تدرك الأشياء ان فات واحدة منها شيء ادركته الاخري من غير ان يكون هذا الادراك الثاني عيبا علي التي قد فاتها الادراك ، وعلي غيرها ، واذا كان ذلك كذلك ، لم يكن اصلاح ابي حاتم رفع الله درجته ما اصلحه من كتاب المحصول يعيب عليه ، ولا علي صاحب المحصول بمنقصة ، ولا بطعن علي أحد منهما ، إلا ما قد قلتاه ان الأشخاص المرقية اصلاح علوم الدين كالحواس ، فان فات احد الحواس ادراك شيء من عالم الطبيعة فلا يفوت الاخري ، بل تعاون عليه ، وقضاء الحق الدين وتصديقا لفرض رب العالمين ، ولما كان ذلك كذلك ورأيت في كتاب المحصول ما كان ألزم لابي حاتم ، وأوجب عليه شرحه ، واصلاحه مما اصلحه ولم يتكلم عليه ، وأغضي عنه ، لزمني الحق التماون ان اقضي حق الدين ببيان ما ينطوي فيا اورده مما لا يجوز اعتقاده في باب التوحيد ، والمبدع الأول من دون غيره من الفروع التي ان اعان الله بتأخير الاجل ، تكلمنا عليها في غير هذا الكتاب ، ففعلت ولا يجوز ان اعتذر في ذلك ، لكون الاتفس للدين كلها واحدة ، وان اعتذرت الي نفسي ، والله يتقبل منا ما تتقرب منه اليه من الولاية ، المؤدية الي رضوان الله رب العالمين ، ويحشرنا بمنه السالف ، والمؤتنف ، والسابق منا ، والمتأخر مع موالينا الطاهرين في دار القدس انه جواد كريم .

الصل الثاني من الباب العاشر قال صاحب المحصول : في باب التوحيد فهو مبدع الشيء ، واللاشيء العقلي ، . والوهمي ، 21

Bogga 216