============================================================
ان عراني يعني لن كراني افعل شيئا من ذلك ، ولا اوليك امرا في هذا الوقت ، فان لكل شيء وقتا وزمانا ، وهذا الزمان ليس يزمان اخذ هؤلاء ، يعني الامة عما هم عليه من اتباع اهوانهم ، ولا وقت رد الامور الي قوانين السياسة ، ولا يتم ما(1) نقوله لك ، فاراد شعيب عليه السلام ان ينبهه الي خطاه في طلبه علي احسن الوجوه ، وان يعلمه ان ما طلبه يصعب ، ولا يتم في زمانه ذلك علي يدي من له القوة والتجده والعدة ، فكيف هو وكان من جهة رجل كبير المحل في الدعوة ، عظيم ، الرئاسة الدتياوية وله النجدة والمال والرجال والملك ، فقال لموسي عليه السلام قد علمت ان هذا الامر لايتم في هذا الزمان ، ويصعب ولا يقدر ان امتناعي لبخل عليك ، وايثار لتأخيرك عن منزلتك ، ولكن انظر الي الجيل يعني هذا الرجل الذي له القوة الدنياوية والعدة والقدرة (2) فان استقر مكانه فسوف تراني ، يعني فأنه ان ثبت فما امره به ، وامكنه مع ما له من القوة والنجدة القيام ببسط احكام سيامية الحق وتم له فسوف تراني افعل ما سألت اولئك الامر ، فلما فجلي ربه للجبل يعني لما امره ان يقيم منارة الحق ، جعله دكا اي ضاق الامر علي القوم لم يقبلوا الأمر ، وشقوا العصا ، وتشوش عليه الأمر واضطرب ، واشرفت رئاسته علي الزوال ، بخروج القوم عليه ، فعلم موسي عليه السلام حيلئذ بان ما قدره ان يتم علي يده في ذلك الوقت كان تقديرا محالا ، وان صاحب الامر الذي هو ربه كان اعلم بالقصة منه ، فافاق ما كان قد التبس عليه من ذلك التنبيه فقال : (سبحانك تبت اليك) فرسع عن قوله وقدم ولزم الصبر علي ما امره به صاحب النصرة الي ان انقضت تلك المدة التي استأجره فيها ، اوجاء الوقت فكان منه ما كان ، وصح قوله فسوف كراني اسلم الامر وتفعل ما تريد ، فهذا تأويل (1) سقطت في نسخة (ا).
(2) وردت لي لسخة (1) المدة.
Bogga 172