============================================================
المعنى منسرا لها به فقال (كل امرىء بما كسب) من تلك البليات والخطيثات وامشالها (رهين) مأسور وموقوف الى نتيجة الحساب كالرهان المقبوضة الى تمام الحساب وايفاء الدين المرهون به (وبهذه العلل) السابق ذكرها (قلوبكم قتلت) لأن حياة القلوب تزول بالقسوة لارتكاب الخطايا (والقت حب الله وتخلت) فالقلب لا يجتمع فيه حبان فحيث احب الهوى خرج منه حب الله سبحانه (وعن نور الهداية كورت) تلك القلوب تكوير الشمس يوم القيامة مظلمة مباينة للنور الذي به كانت تشرق قبلا (فبها) اي بتلك المساوي (القلوب موت كما يموت الوجود) الجسماني بالامراض الحسية (وبها) لا بغيرها (تحرمون من انوار الايمان والصدق) اذ كثرة الذنوب تضعف نور الايمان والصدق في الاعتقادات كما ان الطاعة تزيده نورأ وصدقا واخلاصا (و) بها تحرمون من (رحمة الحق المعبود) التي هي الفتح والمعرفة في الدنيا والفوز والمشاهدة في الاخرة، قل بفضل الله ورحمته فليفرحوا هو خير مما يجمعون ثم لما فرغ (قدس سره) من النصح تعريضا شرع يصدع صريحا فقال (يا اخواني لا تكوتوا كالذين نسوا الله) فلم يطيعوا امره ويتبعوا ما شرع لهم فبقوا جاهلين بحقيقة ربهم وخالقهم لتركهم الاعمال الموصلة عرفان الحقائق وذوق الرقائق (فانساهم انفسهم) فتركوها مهملة فلم يعلموا حقيقتها ليعطوها ما تستحقه من الفناء بالذات والبقاء بالله، قمن عرف نفسه عرف ربه، ومن تسي ريه نسي نقسه، اذهي من امره سبحانه ( اوليك هم الفاسقون) الخارجون عن الحق (واعلموا ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا)، انزل المخاطبين الغافلين منزلة من لم يسمع هذه الآية ولم يدر حتى الآن ان الشيطان له عدو توبيخا لهم (وتوبوا الى الله توبة نصوحا) لا توبة المستهزئين بربهم يتوب ثم ينقض وهكذا فان من كان هذا شأنه لم يزدد من الله الا بعدا (وعالجوا الامراض المذكورة بلا قصور بدوائها عند الحكماء الربانيين والعرفاء الرحمانية وهم العارفون المرشدون) اطباء القلوب واساة الذنوب حتى يعود القلب في الاعتدال الى حده بمعالجة الضد بضده فيعتدل مزاجه ويتقد سراجه (وواظبوا على التداوي عندهم) اي عند العلماء الربانيين والعرفاء الرحماثية وتطببوا (بمعجونها) اي معجون تلك الامراض (الذي اعلمكم) اياه (لكي لا تكوتوا من الخاسرين) الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة بتسلط تلك الامراض عليهم وتعديتها الى اهليهم، فالعدوى احق بها منها في الامراض الجسمانية، ولا من (الغافلين) عن ذكر الله الذين شغلتهم هذه العلل والامراض المزمنة والادواء المعضلة
Bogga 67