============================================================
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل لاوليائه نورا يمشون به في الناس. وضرب افيدتهم مثالا لنوره فهي المشكاة والنبراس قاموا على ابواب قلوب المسترشدين حفظة وحراس. يمنعونها من طائف الوسواس والقاء الخناس من اتبع هداهم اهتدى فهم خير أمة اخرجت للتاس.
ومن حاد عن طريقهم فقد باء بالخيبة والافلاس. والصلاة والسلام على رحيم القلب شديد الباس وعلى آله واصحابه اعدل من اقام القسطاس واحذق من ساس اما بعد فان رسالة طب القلوب لحضرة شيخنا امام الواصلين وقدوة المحققين مروج احكام الشرع المتين حضرة الشيخ محمد علاء الدين نجل الكامل الواصل حضرة الشيخ عمر الملقب يضياء الدين ابن حضرة الشيخ المحقق الطويلي عثمان الملقب بسراج الدين قدس الله اسرارهم ونفعنا الله ببركاتهم قد احتوت على كنوز دقائق خفيت عن ابصار اسرار المفكرين ورموز حقائق ذهبت بافكار الحذاق المستبصرين لذلك انزعج سري الى ان الوي عنان نكري نحر فك اقفال كنوزها وحل مشكلات رموزها بقدر ما يصل اليه فهمي القاصر وادراكي الخاسر لتسهل مطالعتها على الراغب ويهوت تدبرها على الطالب مستعينا بالله مستمدا من اوليائه انه ولي التوفيق. ابتدا المؤلف قدس سره بما ابتدأ به الكتاب العزيز فقال (بسم الله الرحمن الرحيم) بمعنى به كان ما كان ويكون ما سيكون . (الحمد لله) اي كل فرد من افراد الحمد مستحق لله تعالى فكل ما يستوجب الحمد من نعمة فهو على الحتيقة منه سبحانه وتعالى وان نسب بعضه مجازا لخلقه يرشدك الى ذلك خطابه عليه السلام اللهم ما اصبح بى من نعمة او بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر على ذلك (الملك العليم الذي يحي العظام وهي رميم) ات بهذه الاوصاف دون غيرها لمناسبتها للمقام حيث هو قدس سره في صدد النصح في التخلية من الرذائل والتحلية بالفضائل وتلك من الافعال التي لا يملكها الا الملك المطلق ولا يحيط بها الا من وسع كل شي، علما ولا يملك حياة القلوب الاموات بالتخلية والتحلية الا من بيده حياة الرفات (خلق السموات والاقاليم) اراد بالاقاليم جملة الارض فهو من ذكر الجزء وارادة الكل حصها بالذكر لانها المراد الاهم من خلق الارض حيث جعلت مسكن البشر الذي هو افضل المخلوقات (ومن عليها في الدارين بالهداية والايمان) الهداية في الدار الدنيا والايمان اي ثمرته في الدار الآخرة قال تعالى يهديهم ربهم بايمانهم جنات تجري من تحتها الانهار
Bogga 51