============================================================
واجتنب النظر الى الانام واترك بصل اليأس وبيضة الرياء ولحم الاستراحة وعدس حب الخلق والبس ظاهرك لباس التقوى مع الدوام على صحبة المرشد الكامل الارشد المقرب الى الله الواحد الاحد، الى ان ترى نفسك راضية مرضية طاهرة من عللها وعيوبها الظاهرة والخفية خالية عن الاهواء الردية فاذا اتممت تزكيتها وفطعت بهذا التدبير طريق القائها على قلبك يحصل له الصفاء ويندفع عنه البلاء وينكشف عنه الحجاب والغطاء وتظهر فيه انوار الايمان على الولاء ثم يغرج به في تحبة الله الى اعلى السماء فتسمع من الغيب بلا ريب بشارة (قد أفلح من زكاها) فاذا سمعت النداء نجوت من الجفاء فترى حينثذ القلب والسمع والبصر كلها مستغرقة في نور رحمة الله الملك الاكبر ولا يزال حبك يزداد الى ان يحبك الله ويذكرك كما قال جل شأنه (فاذكروني اذكركم) ويكون في شأنك (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) فاذا احبك خلصت مما كنت فيه واستمسكت بالعروة الوثقى وعند ذلك يكون الله سمعك الذي تسمع به وبصرك الذي تبصر يه ويدك الذي تبطش بها ورجلك التي تمشي بها في الحياة وعند الممات وتكون سالما عن الزلل صحيحا من العلل وبعد دفع العلل توصلك انوار اهداية الى مقام اولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين رالصديقين والشهداء والصالحين ويفتح لك باب القبول وترقى درجات الرقاء والوصول، نترى مقاما خارجا عن درك العقول وتلقى في بسيط محيط بحر العرفان خاليا عن تخيلات النفس والشيطان وتسبح تارة في لجة صفات الجلال والكمال حتى يدفع عنك جميع المردات والأمال وتارة تغرق في طوفان المحبة والجمال لتنسى غير الملك المتعال وتارة تحرقك نار العشق لتنجيك من حب الخلق حتى يكون ساريا في ذاتك وصفاتك عشق ازلي ونور الهي ويظهر يمنه فيك وعلم لدن ثم بفضله يعشقك فاذا عشقك يقتلك فاذا قتلك فعليه ديتك يوم الدين يا اخواني هذا كله بيان وتعليم لكم حتى تعلموا لماذا خلقتم وبماذا أمرتم والى ماذا ذعيتم وتعرفوا قصوركم ونسيانكم وعللكم والزلل وهو بقدرته خلقنا، واما خلق النفس والشيطان للمطيعين الطالبين فمن جزيل فضله واحسانه ليقطع طريق القرب والوصل مخالفتهما وترفع حجاب البعد عنا بمياينتهما وترك ما يريدان منا (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى) طرى للخائفين الذين يخافون مقام ربهم (وأما من طفى وآثر الحياة الدتيا فان الجحيم هي المأوى) (ويل يومثذ للمكذبين) واتركو سبيل الغقلة والجهلة واخلصوا نياتكم وظواهركم وبواطنكم عن حب ما في الكون في هذا
Bogga 47