نوع يتميز بفقدان الوعي مدة تطول أو تقصر.
ونوع مصحوب بفقدان الذاكرة على درجات تتراوح بين النسيان البسيط والنسيان الذي يتناول حتى الذات.
والمألوف أن الذاكرة تعود من بعد فقدانها، ولكن عرفت حالات لا اضطراب للعقل فيها مطلقا، وإنما ذهبت الذاكرة فجأة ولم تعد أبدا.
وأما الاضطراب الجسدي الذي أشرنا إليه فمنه ما يكون تخفيفا لكبت، ومنه ما يكون هربا من مواجهة مشكلة ما، وقد عرف عن كثيرين كثرة التبول في غير مرض، فهذه الظاهرة تعتبر كذلك وسيلة للهرب.
والعجيب أن هذا المرض الذي ينشأ من القلق والخوف وتوتر الأعصاب يجب علاجه في هذه الألوان من «التغطية»، فيبدو المريض بالهستيريا أحيانا مطمئنا، هادئا، لدرجة غريبة من عدم المبالاة، ولكن السؤال هو هذا: كلنا نواجه من المتاعب ما لا حصر له، وكلنا نكبت، وكلنا نعاني صراعا بين العاطفة والواجب، فمن هنا الذي يقع فريسة للمرض ومن يسلم منه ؟
لقد اتضح للباحثين اليوم أن التعريف الوافي للهستيريا هو: «الهستيريا اضطراب عاطفي يصيب مرضى ذوي شخصية خاصة»، هذه الشخصية تسير بيننا ونصادفها هنا وهناك، فعلينا أن نتبينها جيدا.
لقد سميت هذه الشخصية «بالشخصية الهستيريونية»، وهذه الشخصية توجد عند الذين من طبعهم التمثيل والمبالغة «والتهويل» في شئون الحياة، وقد يكون هذا التمثيل «خارجيا» ويبدو كظاهرة «استعراضية» كما هو الحال عند السياسيين، وأرباب الأعمال الذين تقتضيهم أعمالهم التمثيل والظهور بمظاهر خاصة، وقد يكون هذا التمثيل «باطنيا»، ويكثر عند الفنانين الذين لهم عالمهم الخاص في أعماق سرائرهم، «يمثلون» فيه كما يشاءون ويؤلفون فيه رواياتهم الخاصة.
ولما كانت المرأة في طبيعتها «خارجة» تلبس أزهى الثياب للزينة - والزينة نوع من الاستعراض الجميل - وتتحلى بأجمل الحلي ولو زائفة «لتمثل» دورها الرائع في الحياة، فنصيبها من التعرض لذلك المرض غير ضئيل.
ولا شك أن القارئ يسأل: ولكن متى تصاب هذه الشخصية بالمرض؟ وهل حتما تصاب؟
لقد اختلف الرأي في كيفية وجود هذه الشخصية، ولكن السائد هو أن الإنسان يولد بها، وقد يكتسبها أحيانا من الوسط، وهي في درجاتها البسيطة كثيرا ما جاءت للوجود بالشخصيات الخالدة الممتازة بالحيوية والمرح، والذين جعلوا الوجود في شتى نواحي الفن والأدب والاجتماع.
Bog aan la aqoon