39

A Treatise on Jurisprudential Principles

رسالة في القواعد الفقهية

Tifaftire

عبد الرحمن حسن محمود

Daabacaha

المؤسسة السعيدية ومطابع الدجوى

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1402 AH

Goobta Daabacaadda

القاهرة

٣٢ - وأل تفيد الكل في العموم

في الجمع والإفراد كالعليم


٣٢ - إذا دخلت أَل على لفظ مفرد أو لفظ جمع: أفادت الاستغراق والعموم لجميع المعنى.

فدخولها على المفرد مثل قوله تعالى - والعصر إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا - إلخ: أي كل إنسان خاسر، لا يختص بإنسان دون غيره، إلا من استثنى، وهم الذين آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم، وتواصوا بالحق الذي هو: العلم النافع، والعمل الصالح، وتواصوا بالصبر على ذلك، فهؤلاء هم الرابحون، ومن فاته شيء من هذه الخصال؛ كان له من الخسار بحسب مافاته، وكذلك قوله تعالى [إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا. إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا] [إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُود] إلخ [إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ] أي كل واحد من الناس هذه صفته، إلا من أخرجه عن هذه الصفات المذمومة إلى صفات الخير التي هي أضدادها.

ومن أمثلة دخول ((أَلْ)) على المفرد دخولها على أسماء الله وصفاته، فكل ما دخلت على اسم من أسماء الله، أو صفة من صفاته أفادت جميع ذلك المعنى، واستغرقت وبلغت نهايته الصفات الذات، والقيومية الكاملة: الذي قام بنفسه، وقام بجميع الخلق تدبيرا.

39