Message of Assembly and Separation in Oath of Divorce
رسالة الاجتماع والافتراق في الحلف بالطلاق
Baare
محمد بن أحمد سيد احمد
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1408 AH
Noocyada
الفارابي وابن سينا ومناقشته للمتكلمين.وكان على علم تام بمناهج هؤلاء الفلاسفة الإسلاميين وما حاولوه من التوفيق بين الدين والفلسفة.
وإذا عدونا هذه الناحية الفلسفية إلى الناحية الكلامية، لم نجد لابن تيميَّة نظيراً في دراسته لمذاهب الكلام وسبره لأغوارها، ومعرفته ما بينها من صلات وروابط، وكيفية أخذ بعضها من بعض ورد بعضها إلى بعض مع اطلاع واسع على جميع ما ألفه علماء الكلام من متقدمين ومتأخرين، فقد قرأ كثيراً من كتب المعتزلة وأحاط بمذاهبهم وكذلك قرأ كتب الأشعري، والباقلاني، وإمام الحرمين، والغزالي، والرازي. وغير هؤلاء من متأخري الأشاعرة کالأرموي، والآمدي، وغيرهما.
وكذلك قرأ كتب الكرّامية، واستفاد منها في مذهبه، وأحاط بما كتبه الشيعة والرافضة وملاحدة الباطنية من الإسماعيلية والنصيرية وغيرهما. وقد وضع كتاباً في الرد على الرافضة سماه منهاج السنة النبويّة في نقض كلام الشيعة والقدريّة. وهو كتاب جليل القدر مملوء بالتحقيقات العلمية التي تنمّ عن غزارة علم وسعة اطّلاع. كما أن مناقشاته في هذا الكتاب تشهد له بالبراعة في ميدان الجدل والقدرة على مناقشة الخصوم.
وكان ابن تيمية أيضاً يعرف المسيحية وعقائد فرقها المختلفة معرفة جيّدة وقد وضع كتاباً في الرد عليها سمّاه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح. وكذلك كان يعرف اليهودية.
والخلاصة: أن ابن تيميَّة قد أحاط علماً بكل تراث الفكر في عصره، وألمَّ بجميع ألوان الثقافة العقلية من كلامية وفلسفية، ثم أعمل في ذلك كله عقله النافذ وذهنه الجبّار، فأخرج لنا منه فلسفة نقدية في غاية القوة والخصوبة(١).
(١) انظر ابن تيمية السلفي ونقده لمسالك المتكلمين للشيخ محمد خليل هراس رحمه الله ص ٢٧ - ٢٩.
33