أقبلت لورا على الباب حين وصلا وقالت: «ألان، ما هذا الذي سمعته عن ...» ثم لاحظت وجود رفيقه . «أوه، لا بد أنك تاد. يقول بات إنك لا تصدق أنه توجد أسماك في نهر تورلي. تشرفت بلقائك. سررت كثيرا بمجيئك. ادخل وسيريك بات أين تتحمم، بعدها تعال وانضم إلينا لتناول شراب قبل العشاء.» ثم استدعت بات، الذي كان يحوم في الجوار، وسلمت الزائر إلى عهدته، معترضة بصرامة أي محاولة تقدم من قريبها. وحين تخلصت من السيد كولين عادت مرة أخرى إلى هجومها. «ألان، «لن» تعود إلى المدينة غدا، أليس كذلك؟»
فقال جرانت: «لكنني شفيت يا لالا»، ظنا منه أن ذلك ما كان يزعجها. «وماذا في ذلك؟ ما زال لديك أكثر من أسبوع في إجازتك، ونهر تورلي الآن أفضل ما كان عليه طيلة عدة مواسم مضت. لا يمكنك أن تتخلى عن كل هذا من أجل أن تخرج شابا من مأزق وضع نفسه فيه.» «تاد كولين ليس في مأزق على الإطلاق. أنا لست شهما دونكيخوتيا، إن كان هذا ما تظنين. سأذهب غدا لأن هذا هو ما أريد أن أفعل.» وكان سيضيف: «لا أطيق صبرا على الذهاب»، لكن هذا كان سيؤدي إلى سوء فهم حتى مع شخص مقرب مثل لورا. «لكننا جميعا سعداء، والأمور كانت ...» ثم صمتت. وتابعت: «أوه، لا بأس. لا شيء مما يمكن أن أقول سيثنيك عن قرارك. لا بد أن أعرف هذا. لم ينجح أي شيء قط في جعلك تتحول قيد أنملة عن مسار تريده بمجرد أن تقرر ذلك. لطالما كنت مثل قوة ساحقة لعينة لا يمكن إيقافها.»
قال جرانت: «يا له من تشبيه مريع! ألم يكن بوسعك أن تجعليها رصاصة أو خطا مستقيما أو شيئا مماثلا من حيث الثبات لكنه أقل تدميرا؟»
فتأبطت ذراعه بود وبعض المرح. وقالت: «لكنك مدمر يا عزيزي.» وعندما بدأ يحتج على ذلك، استطردت: «بألطف الطرق التي يمكن تخيلها وأكثرها إبادة. تعال لتتناول شرابا. يبدو عليك أنك في حاجة إليه.»
الفصل الحادي عشر
حتى جرانت الذي لا يعرف التردد كان يمر بالطبع بلحظات من عدم اليقين.
إذ قال له صوته الداخلي، وهو يصعد على متن طائرة لندن في بلدة سكون: «أيها الأحمق! تفرط في يوم من أيام إجازتك الثمينة من أجل مطاردة سراب.» «لا أطارد سرابا. أريد فقط أن أعرف ما حل ببيل كينريك.» «وماذا يمثل بيل كينريك لك حتى تتخلى من أجله عن ساعة حتى من وقت فراغك؟» «أنا مهتم به. إن كنت تريد أن تعرف، فأنا معجب به.» «أنت لا تعرف عنه شيئا. لقد صنعت لنفسك إلها على صورتك، وأنت مشغول بعبادته.» «أعرف كثيرا عنه. لقد استمعت إلى تاد كولين.» «شاهد متحيز.» «شاب لطيف، وهذا أهم. كانت لديه مجموعة واسعة من الأصدقاء ليختار من بينهم في مؤسسة مثل أورينتال كوميرشال، واختار بيل كينريك.» «كثير من الشبان اللطفاء اختاروا أصدقاء مجرمين.» «على ذكر هذا، لقد عرفت أنا نفسي بعض المجرمين اللطفاء.» «حقا؟ كم عددهم؟ وكم عدد الدقائق التي أنت على استعداد للتخلي عنها من إجازتك من أجل أحد أصدقائك من فئة المجرمين؟» «ولا حتى ثلاثين ثانية. لكن كينريك ليس مجرما.» «ليس التزاما كبيرا للقانون أن تتجول بمجموعة كاملة من أوراق رجل آخر، أليس كذلك؟» «سأبحث في هذا الشأن قريبا. أما الآن فاخرس ودعني وشأني.» «هاه! ارتبكت، صحيح!» «اغرب عني.» «تعرض نفسك للخطر من أجل شاب لا تعرفه وأنت في سنك هذه!» «من الذي يعرض نفسه للخطر؟» «لم يكن يتعين عليك السفر في هذه الرحلة بالطائرة على الإطلاق. كان بإمكانك العودة على متن القطار أو بالسيارة. لكن لا، كان عليك أن تتدبر أن توضع في صندوق مغلق. صندوق لا فيه نافذة ولا باب يفتح. صندوق لا تستطيع أن تهرب منه. صندوق ضيق صامت مغلق موصد ...» «اخرس!» «هاه! أنفاسك تتلاحق بالفعل! ستصيبك الأزمة في غضون عشر دقائق. ينبغي عليك أن تفحص دماغك يا ألان جرانت، بالتأكيد عليك أن تفحص دماغك.» «يوجد جزء واحد من أجهزة جمجمتي لا يزال يعمل على نحو رائع.» «وما هو؟» «أسناني.» «أتعتزم أن تمضغ شيئا؟ ليس هذا علاجا.» «لا. أعتزم أن أصر عليها.»
قطع جرانت تلك الرحلة في سلام، سواء كان ذلك بسبب ازدرائه لشيطان نفسه أو بسبب وقوف بيل كينريك بجواره طوال الطريق. أما تاد كولين فقد استرخى على الكرسي إلى جواره وراح في غفوة من فوره. أغلق جرانت عينيه، فجعلت الأنماط تتشكل في ذهنه ثم تتلاشى وتتبدد لتتكون من جديد.
لماذا كان بيل كينريك متخفيا؟
من كان يحاول أن يخدع؟
Bog aan la aqoon