والبقعة محاطة بأسوار عالية ، محصنة بأبراج ، وفي داخلها أكواخ صغيرة يأوي إليها السكان بمواشيهم التي يملكون منها شيئا كثيرا ، غير أن الخيل فيها تفوق الأبقار كثرة.
وكذلك الحال في الطيبة ، فإنها موضع محصن مبني في أرض ممهدة ، تبدو كأنها دكة عالية من طين ولبن. وبالقرب من بابها ، عين تنبع يصير منها ما يشبه البركة. وترى أغلب سالكي هذا الطريق المار بالطيبة ، هم الذين يجتازون البادية من حلب أو دمشق إلى بغداد ، أو من دمشق إلى ديار بكر ، بسبب وجود هذه العين هناك.
ومن الطيبة إلى حلب مسيرة ثلاثة أيام ، غير أن هذه الأيام الثلاثة هي أخطر مراحل الطريق ، لكثرة من ينتابها من قطاع الطرق. والواقع هو أن تلك البقعة لا يقطنها غير الرعاة أو البدو الذين لا دأب لهم سوى سلب الناس ونهبهم.
** والآن ، لنأخذ الطريق ذاته من حلب إلى أصفهان ، وهذا مسلكه :
Bogga 92