المعدن. إن العفص من المواد المستعملة عادة في الصباغة ، وليس في أية بقعة ما يدانيه جودة ، فهو يدر أرباحا واسعة على هذه البلاد التي لا قرى فيها. وترى بيوتها متناثرة ، يبعد الواحد عن الآخر مسافة رمية بندقية ، ولكل من السكان رقعته من بساتين الكروم. وهم يجففون العنب إذ لا يعصرون منه خمرا.
ومن الجزيرة إلى العمادية : يومان
والعمادية (1)، بلدة طيبة ، وإليها يجلب أهل معظم بلاد آشور تبغهم وعفصهم. وهي تقع على جبل عال لا يمكن تسنم قمته بأقل من ساعة (2). وفي منتصف الطريق تتفجر من بين الصخور ثلاثة أو أربعة ينابيع يرتادها الأهلون بمواشهيم ، ويملأون قربهم منها كل صباح ، إذ لا ماء في المدينة. والعمادية بلدة ليست بالكبيرة ولا بالصغيرة (3)، تتوسطها قيسارية كبيرة فيها دكاكين تضم كل أصناف التجار (4) والبلدة بإمرة «بك» ، بوسعه أن يجمع ثمانية أو عشرة آلاف فارس ، وقوة من المشاة تفوق ما عند أي بك آخر ، وذلك لازدحام منطقته بالسكان.
ومن العمادية إلى جولمرك ( Giousmark ): أربعة أيام
ومن جولمرك إلى ألبك ( Alback ): ثلاثة أيام
ومن ألبك إلى سلماس ( Salmastre ): ثلاثة أيام
وسلماس بلدة لطيفة على حدود الآشوريين والماذيين ، وهي أول بلدة في أراضي ملك فارس. ولا تحط فيها القوافل لأنها تشذ عن الطريق بأكثر من
Bogga 86