الماء بواسطة الجربان. ويربط ملاحو الكلك أنفسهم ومجاذيفهم ربطا وثيقا بمرابط مقوسة بهيئة نصف دائرة ، ليحموا أنفسهم من قوة الماء. وفي الحقيقة ، إن هذا السد هو الذي يجعل من دجلة نهرا غير صالح للملاحة.
ثم جاء الكلك إلى المكان الذي كنا ننتظره فيه ، فوسقنا أحمالنا ، ورسا حيث كنا من ضفة النهر. ومن عادة الأعراب أنهم إذا شعروا بنوم التجار ، يقطعون حبال الكلك ويتركونه يبتعد عن حافة النهر ، فيتبعونه سباحة ، ويسرقون منه ما راق لهم.
وفي اليوم السابع عشر ، بعد تجذيف ثلاث ساعات ، التقينا بنهر الزاب الذي يصب في دجلة من جهة بلاد كلدية. وعلى نصف فرسخ من النهر حصن (1) من الآجر على تل صغير ، مهجور فأدى ذلك إلى خرابه. مكثنا فوق الماء في هذا اليوم اثنتي عشرة ساعة ، ثم رسونا في حويجة ، وأوقدنا نارا عظيمة ، وأطلقنا بنادقنا غير مرة لترويع الأسود (2).
وفي اليوم الثامن عشر ، لبثنا في الكلك ثماني عشرة ساعة ، ورسونا على ضفة النهر ، عند الجهة الآشورية. وفي المساء جلب لنا الأعراب لبنا وزبدة ، لقد جاءوا إلينا سابحين من ضفة النهر الأخرى وتحت بطونهم جربان وأخرى فوق رؤوسهم فيها ما جلبوه لنا ، وهم لا يتقاضون عنه نقودا بل تبغا (3) أو كعكا أو فلفلا.
Bogga 54