صحبة السفير قره محمد باشا وطاف معه على القلاع التى تم فتحها حديثا وذلك عقب معاهدة وارسوار ، وكتب أوليا جلبي أنه التقي في فيينا بالإمبراطور ليوبويد الأول ، والقائد مونته جوجوللي ، وأنه ذهب إلى الدانمارك وهولند (1) وبراند نبرج بإذن من الإمبراطور ، وقال أنه طاف ببلاد كثيرة ، لكن هذا أمر مشكوك في صحته.
وبعد فترة ذهب أوليا إلى القوقاز سالكا طريق القرم ، فوصل حتى شواطئ الفولجا ، وقال أنه بعد أن طاف بهذه الأماكن انضم إلى قافلة ورجع إلى قلعة آزاق ، ثم ذهب من كفه إلى باغجه سراى ، واشترك في بعض الحملات التي قام بها عادل كيراي. وفي مايو 1668 ، رجع أوليا إلى استانبول. وفى شهر ديسمبر من العام نفسه طاف بمدن الروملي مثل أدرنه وكومولجنه وسلانيك. ثم ركب البحر من الأناضول إلى كريت وفى تلك الأثناء كانت قلعة قنديه في كريت مازالت تحت الحصار ، فشاهد بنفسه كل صفحات هذه الحصار ، وسجل أحداثه في رحلته ، وكتب «فتحنامه قنديه» وتجول أوليا في كريت وقدم معلومات مفصلة عنها. ثم رجع من هناك إلى المورة واشترك في التنكيل بمتمردي «فانبوت ثم ذهب إلى بلاد الأرناؤوط (ألبانيا) وطارق بها ، ثم رجع إلى استانبول في ديسمبر عام 1670. ظل أوليا في استنابول بضع شهور ، ثم قرر أن يؤدي فريضة الحج الذي كان يتحرق شوقا إليه منذ أمد ، فقرر الارتحال مرة أخرى. وارتبط خروجه للرحلة هذه المرة برؤيا رآها في ليلة القدر عقب عودته من زيارة قبر أبو أيوب الأنصاري ، فقد رأي في منامه ، والده ، وشيخه محمد أفندي وأوصياه بالحج فخرج من استانبول لهذه الغاية برفقه صديقه سائلي جلبي ، وثلاثة من الرفاق وسبعة من الخدم ، وذلك في مايو من سنة 1671. وكانت هذه الرحلة هي الأولى التي يرتحل فيها في رحلة طويلة بدون أن يلتحق بقافلة ، إنما خرج مع مجموعة محدودة من الرجال. لهذا اختلف مساره في الرحلة عن ذى قبل. فقد مر ببورصه وكوتاهية وافيون ومنها إلى إزمير ، ومن هناك ذهب إلى جزر صاقيز وسيسام ، ثم رجع ثانية إلى غرب الأناضول ، فطاف بسواحل آيدين ومنتشا وجزر استان كوي ورودس ، وكتب معلومات عنها استفاد فيها من دفتر خانة رودس. (سياحتنامه ، ج 9 ، ص 256.) ثم انتقل أوليا من رودس إلى الأناضول ،
Bogga 12