الله بالتوجه إلى الشام ، وكان لشيث ولده اسمه (غرياب) وابنه نقراوش ، وكان نقراوش هذا متضلعا في جميع العلوم ، وقد أحب نقراوش هذا وسماه «مصرايم» وأمره بتعمير مصر ومضى آدم إلى الشام لزراعتها ومن أسرة «نقراوش» هذا سبعون عادروا الديار فرارا من ظلم قابيل ...»
ويقول أوليا جلبي عن المقريزي في موضوع آخر من كتابه إنه مؤرخ العالم وهذه المبالغة فى مدحه إنما لشدة إعجابه به وأخذه عنه فيقول :
«يقول مؤرخ العالم الشيخ المقريزي : إنه لا يخلو ذراع من أرض مصر من كنز قديم».
وهكذا تكرر استشهاد ونقل أوليا جلبي الكثير من تاريخ المقريزي. ومن المصادر التي اطلع عليها أوليا جلبي كتاب تذكرة داود ، ويبدو أنه من الكتب التي اطلع عليها في مصر حيث إنه لم يذكره في المصادر التي ذكرها بداية كتابه يقول أوليا جلبي عن عصير العرقسوس : «وقد بذكر داود في تذكرته سبعين فائدة له ، ومن أعظم فوائده أنه يطهر المثانة ويدر البول».
ومن المصادر التي اعتمد عليها أوليا جلبي خاصة في ذكر الفتح الإسلامي لمصر كتاب فتوح مصر وأخبارها لابن عبد الحكم وإن كان ما أخذه عنا بن عبد الحكم قليل فهو لم يذكه كما يذكر المقريزي وقد أخذ عنه ما يلي :
وبناء على قول بن عبد الحكم رحمه الله : إن جبل خليل الرحمن في القدس وجبل طور سيناء وجبل ينبع وعرفات وإلي ساحل نهر مراد والرها وحلب وريح ومن اللاذقية إلى ساحل البحر حتى مصر كل هذا أرض مقدسة ، هذا قول ابن الحكم.
ويبدو أن أوليا جلبي لم يكن ينقل نقلا تاما عن هذه المصادر وإنما كان يصيغ ما يأخذه منها بأسلوبه ، فقصة زيارة عمرو بن العاص لمصر في الجاهلية مقارنة بما جاء في رحلة أوليا جلبي فوجدته يتفق في المضمون مع ما جاء في كتابي فتوح مصر لابن عبد الحكم وما جاء فى كتاب حسن المحاضرة للسيوطى ولكنها تختلف بعض الشيء في صيغتها كما أنها أكثر اختصارا فى رحلة أوليا جلبى.
ومما يؤخذ على أولياء جلبي أن سرده للجزء التاريخى المتعلق بفتح مصر فى عهد عمر بن الخطاب يتسم بالسطحية حيث لم يأخذ عن ابن عبد الحكم إلا ما ذكرناه سالفا
Bogga 21