108

واسع الشهرة لدى سياح الترك ، وفى البحر المحيط كذلك جزيرتان إحداهما جزيرة () (1) والأخرى جزيرة () (2) ومحيطها عشرون ميلا ، وهما تحت حكم الإنجليز فى كل زمان إلا أنهما ليستا معمورتين ولا جميلتين مثل جزيرة الإنكليز.

* مدح الجزيرة العظيمة أم الدنيا القديمة

* مصر القاهرة المعزية

ولكن جزيرة مصر أكبر من جزيرة الإنكليز وكانت السياحة فيها لجميع مهندسى علماء السلف ألف مرة برا وبحرا ، وكتبوا عن طول نهرها وأرضها وسكانها ومائها وهوائها. ومحيطها ثمانية عشر ألف ميل إنها جزيرة مصر أم الدنيا المربعة الشكل ، وطرفها الشمالى يطل على البحر الأبيض ومن مضيق سبتة إلى بحر العريش ألف ميل وفى تلك المساحة التى تعبر فى ثلاثة أشهر على البحر الأبيض سبتة وطنجة والجزائر وتونس وطرابلس وجربة وجزيرة كريت ، وصحراء بنى هلال ، وتنتهى بالإسكندرية ورشيد ودمياط وقلعة التينة وبحيرة العريش ، وبعد يومين يكون الوصول إلى السويس وهى أرض يابسة ، وعلى حسب ما سلف ذكره من حاجة قطع ملوك السلف هذه المساحة وسبق أن قلت إنها جزيرة حقا ، وعلى ساحل بحر السويس إلى أرض الصعيد العالى كثير من المدن وفى الساحل المقابل لبحر السويس طرف أرض الكعبة قلاع ازلم ، ومويلح ، وينبع ، وجدة ، ومن الجانب البرى لجزيرة مصر تقع أرض الحبشة وعلى ساحل بحر السويس ميناء بورغه والقصير وريده وأبراش وعجون ودنقلاب وميناء آت وميناء مدينة سواكن وهى حاضرة باشا الحبشة ، وميناء مدينة كيف وبعدها ميناء زيلع ، وبعدها قلعة هندية ، ثم ميناء طوزلة ، ثم ميناء بهلولة ، ثم ميناء مدينة زيلع ، ومن ميناء السويس إلى هذا الموضع ألف ميل.

إن هذه الموانى الحبشية المذكورة معمورة وتقع على ساحل بحر السويس أى بحر القلزم ، بعد ذلك على ساحل البحر المحيط فى جزيرة مصر من مصب النيل إلى مضيق سبتة موانى على مسافة قدرها أربعة عشر ألف ميل. وهذه الموانى وغيرها من المدن

Bogga 112