102

البحر الأبيض سبعمائة وستين جزيرة فسماه كمال باشازاده وأبو السعود أفندى سلطان البرين وخاقان البحرين ، وفتح كذلك بغداد فسماه علماء الترك سيد العرب والعجم ، ولما فتح طنجة فى بلاد المغرب والجزائر وتونس وطرابلس سموه فاتح المغارب ، ولما فتح سليمان باشا الطواشى (الخادم) بإذن من السلطان سليمان سبعة أقطار وسبعة من الموانئ فى الهند سموه فاتح المغارب ، وفى ثمانية وأربعين عاما من خلافته فتح أقطارا فى سبعة أقاليم ، وجعل لآل عثمان نصيبا من أقاليم الدنيا السبعة أما أول غزاة آل عثمان فهم الأمير عثمان والأمير أورخان والأمير يلدريم والأمير مراد حتى أبى الفتح ، ويطلق عليهم جميع علماء الترك أولو الأمر ، ولأن أبا الفتح كان يحب العلماء فقد كان يجمع العلماء والمشايخ حوله من الأقاليم السبعة ، فقد كان سلطانا عالما فاضلا كاملا مجاهدا فى سبيل الله ، عندما اعتلى العرش العثمانى ، كان دائم الجلوس بالعمامة (العرفى) وكان يعقد الديوان بها ، ولم يرتدى أى سلطان قبله تلك العمامة العرفى ، بل كان الملوك من قبله يضعون تيجانا يعجز اللسان عن وصفها ، ولما فتح استانبول كان فى معيته سبعون من كبار الأولياء وعلماء العرب والعجم من العراق وخراسان ، وكان فى معيته أيضا الشيخ آق شمس الدين وأنصار ده ده ، والمولا جورانى وأمير البخارى وغيرهم من كبار العلماء وكان بعض علماء الترك المذكورين يطلقون على السلطان محمد الثانى لقب أبو الفتح محمد خان ، أما علماء الروم فيطلقون عليه لقب السلطان ، أما كل مشايخ العجم فيطلقون عليه لقب خنكار أى صاحب الخبز ، نظرا لكثرة ما أنفق من خبز فى هذا اليوم ، وبعد فتح استانبول جمع محمد الفاتح كل الجند فى ميدان الرماية (اوق ميدان) وأولم لهم الولائم العظيمة ، وملأ ذيل ثوبه بالخبز ، يقدم منه الطعام لجند الإسلام ، ولأن العجم يطلقون على الخبز كلمة (خون) أطلق على الفاتح لقب خنكار.

وتذكر إحدى الروايات أن أبو الفتح السلطان محمد أنشأ أثناء حصار مدينة استانبول مائتى فرقاطة فى مكان يسمى مزرعة اللوند ، ولضيق ميدان الرماية قام جنود فرقة العزب بناء على رأى القبطان شاه قولى بفتح أشرعة تلك المراكب وأنزلوها إلى المياه بسحبها برا بالقرب من حديقة ترسخانه ، ولا تزال آثار سحب تلك السفن على اليابسة واضحة للعيان فى ميدان الرماية.

Bogga 106