Safarkii Fraser ee Baghdad

Jeems Bayli Freesar d. 1272 AH
88

وفي هذا اليوم نفسه شوهدت بنت صغيرة عمرها اثنتا عشرة سنة وهي تحمل طفلا بين ذراعيها في الطريق ، وحينما سئلت عنه أجابت بأنها لم تكن تعرف من هو لقد وجدته في الطريق وعلمت أن والديه قد توفيا. وقد كان عمل الطفلة هذا ضربا من العمل الخيري الشائع جدا يومذاك ، وخاصة بين الإناث من الناس ، لكنه كان شيئا مميتا في كثير من الأحايين. إذ ذكرت امرأة أرمنية جاءت تستعطي شيئا من السكر لطفل التقطته على هذه الشاكلة أن جارتها كانت قد أنقذت طفلين بنفس الطريقة بعد أن وجدتهما متروكين في قارعة الطريق. فمات الطفلان كلاهما ثم أعقبتهما هي نفسها. ومن بين جميع الحوادث المؤلمة المقترنة بالحملات الخيرية التي كان يتولاها المستر غروفز أحيانا عند خروجه من البيت ، كان منظر الأطفال العديدين المتروكين على هذه الشاكلة أشد المناظر إيلاما. فقد كان الآباء والأمهات ، حينما يجدون أنفسهم قد أصيبوا بالمرض ، يعمدون إلى أخذ أبنائهم المرشحين لليتم ويتركونهم بالقرب من أبواب البيوت المجاورة «إلى رحمة الغرباء في وقت قضت فيه التعاسة الشخصية على كل إحساس بشري». كما يقول المستر غروفز. ثم يتابع وصفه قائلا : «وكان الكثير من الأطفال المتروكين على هذه الشاكلة لا يزيد عمرهم على عشرة أيام. وقد وجدت في طريقي إلى المقيمية ثمانية أو عشرة من مثل هؤلاء ولم يتيسر أي عون أو أمل انساني لهم ، إلا إذا كان بوسع الذين تركوهم أن يعودوا

Bogga 102