Socdaalkii Koowaad ee Raadinta Ilaha Badda Cad: Niilka Cad
الرحلة الأولى للبحث عن ينابيع البحر الأبيض: النيل الأبيض
Noocyada
وإذ كنا موقنين أن تدوين كتاب لهذه الرحلة من أهم حوادث التاريخ ومن بواعث الفخر والمجد لمن عهد إليهم القيام به، وكان من أقصى آمالنا وأشرف رغائبنا الفوز برضا صاحب السمو مولانا الجليل، والحظوة باستحسانه الكريم؛ فقد آلينا على أنفسنا بذل قصارى همتنا واجتهادنا لأداء المهمة التي تفضل فعهدها إلينا، وسنقوم بها خير قيام إن شاء الله تعالى.
يوم السبت 9 رمضان سنة 1255 هجرية: عهدت إلينا بناء على أمر عال قيادة أربعمائة جندي أخذوا من الأورطتين الأولى والثانية من المشاة المعسكرة في سنار، وجعلت تحت رياسة أحد الصاغقول أغاسية، وأعطيت إلينا خمس ذهبيات جيء بها من مصر، كل ذهبية مسلحة بمدفعين، وثلاث ذهبيات أخرى جيء بها من سنار، وقياستان وخمسة عشر زورقا فيها من المؤن ما يكفي ثمانية أشهر، ومن ذخائر الحرب القدر الكافي.
فبعد أن رتبت هذه القوة ونظمتها بالاشتراك مع سليمان كاشف، نزلنا في ذهبية ونزل الفرنسي إبراهيم أفندي (المسيو تيبو) في ذهبية ثانية ، وهكذا نزل كل في المكان المعين له.
وبناء على الأمر الصادر من صاحب السمو في 27 رجب سنة 1255 والذي تسلمته في 3 شعبان سنة 1255، تقرر أن أصطحب معي من يسمى عبد الكريم أفندي وكيل الحكومة الإنكليزية في حالة ما إذا أظهر رغبته في ذلك، ولكنه أخطرني قبل رحيلنا بيومين بعزمه على الرحيل برا متزييا بزي التكروريين، وهذا ما ذكرته في جريدة مذكراتي اليومية. فلما كانت الساعة التاسعة من يوم السبت الموافق 9 رمضان غادرنا مدينة الخرطوم.
وشاطئ النهر في هذا القسم يحتوي بعض الأشجار، وتسكنه قبيلتان هما قبيلتا «أم درمان» و«الفتكاب» اللتان يشتغل رجالهما بأمور الزراعة. وفي الطريق مررننا بجزيرتين صغيرتين. فلما كانت الساعة الواحدة من المساء رسونا جهة الشرق في مكان يسمى «كلكيلة».
يوم الأحد 10 رمضان الموافق 17 نوفمبر 1839: أمضيت ساعتين ونصفا من الصباح في إبلاغ الأوامر الضرورية إلى الضباط وتفهيمهم الإشارات التي يستعان بها على التفاهم بين الموجودين في القوارب، وعلى أثر ذلك زايلنا المكان الذي كنا رسونا فيه. ففي الساعة السادسة التقينا من ناحية الشرق بقبيلة الفتكاب ومن ناحية الغرب بقبيلة الجماعية. وفي الساعة الثامنة شهدنا في جهة الشرق قبيلة الجاهلية (لعلها الجعلية) وفي جهة الغرب قبيلة المك محمد جماعية، ثم قبيلة محمد ود فضل جماعية، ورأينا على مسافة خمسة أميال من هذه الناحية عينها جبل مندرة. وفي الساعة التاسعة من جهة الشرق جبل عدلي على ضفة النهر. وفي الساعة العاشرة جبل بريمة على الضفة الغربية له، وشهدنا خلف هذا الجبل جبلين صغيرين يدعى أحدهما بجبل برميل والآخر بجبل بديلة، وينزل بضفتي النهر في هذا المكان أفراد قبيلة موسى مقبولة، وهذه البقاع مجللة بالحشائش الكثيفة والأدغال. وقد أوردنا مشاهداتنا فيما يتعلق بعمق النهر وعرضه في الجدول الخاص بهذا اليوم الذي مررنا فيه بسبع جزر. وقد قضينا الليل في جهة الشيخ موسى مقبولة.
يوم الاثنين 11 رمضان سنة 1255: لما كنا في الخرطوم صدرت لنا الأوامر بالمبادرة بأخذ الأهبة للرحيل، فسارعنا إلى قلفطة ذهبياتنا وقواربنا، وإن لم يكن فيها وقتئذ من الخلل ما يدعو إلى نفوذ الماء فيها. وفي يوم أمس بينما كنا نسير في طريقنا دخل قليل من الماء في بعض الذهبيات والقوارب، فاضطررنا إلى الوقوف لمباشرة قلفطتها، ومن جهة أخرى فإن الدقيق الذي كان معنا برسم مئونة العساكر ظهر لنا أنه قديم وأن طعمه قد أصبح مرا وأنه لم يكن صالحا لتغذية العساكر به، فسلمنا إلى شيخ جهة موسى مقبولة خمسة وسبعين إردبا من الذرة وخمسين أقة من الدقيق، وأخذنا عليه الوصل بتسلمه إياها. وبعد أن أخطرنا عبد الله أفندي وكيل حكمدارية الخرطوم بهذا الحادث، تحركنا للرحيل في الساعة الثامنة، فرأينا على ضفتي النهر قبيلة موسى مقبولة وبعض أشجار السنط وحشائش وأدغالا متفرقة في أماكن متباعدة، وشهدنا السواحل في بعض مواقع من الضفة الشرقية قائمة عموديا على الماء. أما الجزر التي مررنا بها فمذكورة في الجدول الخاص بهذا اليوم. وقبيل المساء بعث إلينا سليمان كاشف بأربعة أثوار فوزعناها على الجند، وقضينا الليلة في كوله ماب.
الثلاثاء 12 رمضان سنة 1255: في الساعة الأولى من الصباح (على الاصطلاح التركي) تحركنا للرحيل، فلما كانت الساعة الرابعة اتجه أحد العساكر نحو مكان الدفة لقضاء حاجة فسقط في الماء وغرق. وشهدنا على الضفة الغربية بعض أشجار السنط، ورأينا أن هذا الشجر يغطي الجزر المبينة في جدول هذا اليوم ما عدا جزيرة صالية التي تحرث وتزرع في وقت التحاريق. وفي الساعة السابعة وصلنا إلى مصنع صغير لصنع القوارب واقع على الضفة اليسرى من النهر، وكنا أثناء وجودنا بالخرطوم أخذنا معنا مائة نصل من نصال الرماح لا أعواد لها، فصنعنا هذه الأعواد في المصنع السابق الذكر، وهذا ما دعانا إلى الوقوف في ذلك المكان، وكانت توجد في الاتجاه الجنوبي الغربي منه قبيلة الحسنية.
الأربعاء 13 رمضان سنة 1255: في الساعة الثالثة من الصباح استأنفنا المسير، فتراءى لنا في الساعة الثامنة جبل أراشقول الواقع على مسافة تسعة أميال تقريبا من الضفة الغربية للنهر، ومررنا بالجزائر الست المبينة في جدول اليوم. وشهدنا ضفتي النهر مجللتين بأشجار السنط، والضفة اليسرى مرتفعة في بعض الأماكن ومزروعة في غيرها، وينزل بالضفتين أفراد قبيلة الحسنية. ولقد أرسل إلينا سليمان كاشف في هذا النهار أربعة رءوس من البقر، فاتخذ العساكر منها عشاءهم. وقد قضينا الليلة في المكان المسمى بالشباشة وهو على الضفة الشرقية من النهر.
الخميس 14 رمضان سنة 1255: في الساعة الثالثة من الصباح تحركت الحملة فمرت بالجزر المبينة في الجدول. وقد رأيت ضفتي النهر مغطاتين بأشجار الميموزا. وفي الساعة الرابعة وصلت إلى السواقي العشر التي أنشأها الجنرال مصطفى بك وكانت عشته إلى جانبها، فلما توجهت إلى ساقيتي المسمى حجازي وعشته التقيت ...
Bog aan la aqoon