102

Safar Najdi Hijazi

رحلتان إلى الحجاز ونجد

Noocyada

الفصل الثاني عشر في بيان وجوب الإحرام عند الميقات

ثم بعد مدة أقبلنا على رابغ الميقات فانشرح صدري وأنشدت قول القائل:

قالوا غدا نأتي ديار الحمى

وينزل الركب بمغناهم

فقلت لي ذنب فما حيلتي

بأي وجه أتلقاهم

قالوا أليس العفو من شأنهم

لا سيما لمن ترجاهم

ثم شرعت في البكاء حتى كدت أغيب عن الوجود، ثم بعد أن صحوت ذهبت للاغتسال وأديت بذلك الغسل سنة الإحرام وبعده أحرمت بالعمرة فقط قائلا: اللهم إني أريد العمرة فيسرها لي وتقبلها مني، لبيك اللهم لبيك لبيك بعمرة، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة والملك لك، لا شريك لك.

وقد اخترت أن أكون متمتعا إذ هو أفضل من الإفراد بالحج ومن الجمع بينهما وهو القران كما ذهب إلى هذا القول الإمام مالك بن أنس المشار إليه بحديث «يوشك أن تضرب أكباد الإبل فلا يوجد أعلم من عالم المدينة» والإمام الجليل الزاهد مولانا أحمد بن حنبل الشيباني (قدس الله سره العزيز) ، الذي أثنى عليه شيخه عالم قريش الإمام المعظم محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه حيث قال:

قالوا يزورك أحمد وتزوره

قلت الفضائل لا تفارق منزله

Bogga 115