تقتضيه وحشية قومه ووثنيتهم وقصورهم في المعارف. ألا. وإني تتبعت قصص القرآن التي يقول اليهود وأصحابنا: إن محمدا أخذها من التوراة والإنجيل وباقي كتب العهدين فوجدت قصص القرآن كأنها تصحيح لأغلاظ قصص العهدين وتهذيب لها من مخالفة المعقول وتصفية لها من الخرافيات. أفليس هذا من العجيب المدهش.
هذه كتب العهدين يؤمن أصحابنا بأنها كلام الله المقدس وهي مملؤة بما يزعج العقل والاستقامة. وهذا القرآن لا يؤمن أصحابنا بأنه كلام الله وهو الوحيد في موافقة العقل والاستقامة العظمى.
وليت اليهود والنصارى لم يقولوا أن قصص القرآن أخذها " محمد ص " من العهدين، فإن هذا القول يحرك ويبعث على المقابلة بين قصص القرآن وقصص العهدين فيظهر مجد القرآن ظهور الشمس ونبقى نحن نتجرع غصص الخجل فهل تسمح لي بأن أقابل بحضرتك بين قصص القرآن وقصص العهدين.
القس: قد قابلت في درسك في قصة آدم والشجرة وإبليس.
وفي قصة إبراهيم والطيور وفي هذه القصة. ولعلما تجري المقابلة إذا استمر درسك. كن يا عمانوئيل إنك تتكلم بأمور كبيرة يسخطها عليك قومك.
عمانوئيل: قومي أهل الحق وحرية الضمير فما بالك يا سيدي لا تشفي نفسي بالبيان. تقرب الماء إلى فمي ثم تمسكه عني.
القس: أريد أن تقرب إلى الحق بسيرك لكي يسهل علي إرشادك. فاكتب كل ما مضى من درسك في دفتر قلبك لكي تكون أنت الذي تصفي حساب الحقيقة وإنك كالمعاون والله خير معين.
عمانوئيل. كتبت ما مضى في قلبي وأكتب بعون الله ما يأتي وأكتب كلماتك الذهبية في رأس الصحيفة بكتابة.
Bogga 59