ولكن لا ينكر أيضا أن كثيرا من الحجاج قد يتعذر عليه دفع الجنيه الواحد ، أو لا يبقى في يده شيء عند الأوبة إلا ما يكفيه لأجل الوصول إلى وطنه ، أو يقع العجز في بودجته (1) الضئيلة من أصلها ، فتجد المطوف قد حرم مع حاج كهذا نتيجة تعبه ، ورضي بنصف جنيه بدلا من جنيه ، وقد يضطر إلى أن لا يأخذ من حاجه شيئا.
وقد وقع لمطوفين أن أدوا إلى حجاج معدمين من صلب مالهم ، وكثير من أهل مكة من يضطرون إلى سد عوز بعض الحجاج ، ويؤدون إلى هذا ما كانوا استفادوه من ذلك ، وكان ينبغي للحكومات أن تمنع الفقراء من الحج (2)، وتأخذ من كل حاج رهائن كما يفعل بعضهم ، وذلك لأن غير المستطيع ليس عليه حج ، ولأن غير المستطيع يصير وقرا على غيره في الحج ، فيعجز الآخرين الذين رتبوا زادهم على قدر احتياجهم ، ولم يجعلوا فيه فسحة للطوارىء غير المنتظرة ، وكذلك لأن أهل مكة والمدينة أنفسهم يضطرون إلى غوث هؤلاء الفقراء ، ولا يقدرون أن يشاهدوهم يتضورون جوعا (3).
Bogga 130